الجفاف والعطش يهددان العراق بعد قطع تركيا لمياه نهري دجلة والفرات

  • قامت تركيا بتقليل حجم الإطلاقات المائية بنسبة تتجاوز الثلاثين عن طريق بناء سدود عديدة على مجرى النهرين لمحاصرة دول الجوار.
  • خلق السد خلق حالة جفاف واسعة حول أرض الرافدين إلى مساحات جراء انهيار الثروة الحيوانية وموت أشجار البساتين والمزارع.

يعاني العراق من انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، نتيجة إقدام تركيا على تقليل حجم الإطلاقات المائية بنسبة تتجاوز الثلاثين، عن حاجة العراق الفعلية من خلال بناء سدود عديدة على مجرى النهرين لمحاصرة دول الجوار واستخدام الماء كسلاح، مما خلق حالة جفاف واسعة حول أرض الرافدين إلى مساحات جراء نتيجة موت أشجار البساتين والمزارع، وانهيار الثروة الحيوانية ونفوق آلاف منها بسبب العطش.

العراق يعاني من العطش والجفاف بسبب قطع تركيا لمياه نهري دجلة والفرات

جفاف واسع حول الأراضي والمزارع

وقال مدير عام المركز الوطني لإدارة المياه، حاتم حميد، إن نقصان الإيرادات المائية في العراق هي بفعل خارجي نتيجة شروع الجانب التركي، بتقليل حصة المياه الواردة بنسبة 60 بالمئة عن المعدل العام، و”سجلت وزارة الموارد المائية هذا العام، ” أدنى انخفاض عن السنين الماضية، كما أدى ذلك إلى تقليل الخزين المائي في البحيرات والسدود، ما يعني دخول البلاد بمرحلة الخطر، لذلك لجئنا إلى تأمين حاجة السكان لمياه الشرب بالدرجة الاولى فيما يتم توفير مياه الري للمزروعات حسب المتوفر”. وأضاف حميد أنه صارحت الجهات الرسمية العراقية الحكومة التركية، بضرورة زيادة الأطلاق المائية وإنهاء أزمة المياه، “لأن العراق هي دولة مصب وليست منبع، ورغم المناشدات المتكررة لكن تركيا لم تلتزم بتعهداتها، واستمرت بحجب المياه”.

العراق يعاني من العطش والجفاف بسبب قطع تركيا لمياه نهري دجلة والفرات

وموت أشجار البساتين والمزارع جراء تقليل المياه

وأكد المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، أن تاثير شحة المياه على الجانب الزراعي والحيواني في العراق، أصبح مشكلة ذات مخاطر متعددة، حيث ازدادت نسبة التصحر وانحسار المساحات الخضراء لعدم وصول مياه إرواء المزروعات، فضلاً عن انهيار الثروة الحيوانية ونفوق آلاف المواشي نتيجة العطش، وخاصة في جنوب العراق بعد جفاف معظم الأهوار التي تعيش فيها حيوانات الجاموس.

وعبر النايق، “بدورنا نحن في الحكومة العراقية الجانب التركي إلى احترام اتفاقيات الدول المتشاطئة وفق المواثيق الدولية، بنهري دجلة والفرات، وتراعي حقوق العراق المائية، وعدم استغلال ورقة المياه لأغراض سياسية واقتصادية”. وفي ما يتعلق بمواجهة الأزمة، فقد بين النايف أن الوزارة شرعت بحفر آبار إرتوازية في أكثر مدن العراق، واستخدام المياه الجوفية لمعالجة نقص مياه الأنهار، فضلاً عن توفير بدائل حديثة للفلاحين مثل المرشات المحورية، لتقنين حجم الماء المستخدم، كونها وسائل تثبت الفلاحين للبقاء في مزارعهم وعدم هجرتهم نحو المدن.

العراق يعاني من العطش والجفاف بسبب قطع تركيا لمياه نهري دجلة والفرات

افتقار في الخزين المائي في البحيرات والسدود

أما لجنة الزراعة والمياه والأهوار البرلمانية، فكان لها موقف آخر. تحدث رئيس اللجنة ثائر الجبوري لـ(أخبار الآن)، حول محاولة تركيا مد نفوذها نحو العراق عبر ملف الماء، وقال الجبوري أنه “قد شرعت تركيا ببناء سد الجزرة بمسافة تبعد عن العراق 35 كيلوا متراً عن الحدود العراقية، وهو سد إروائي سيحجب مياه نهر دجلة بالكامل، ويحول مساره نحو الأراضي التركية، لذلك على الحكومة مواجهة تركيا وإجبارها على إطلاق المياه ومنع إنشاء السد أو تغير صنفه لاستخدامات أخرى”

وأضاف الجبوري، “لن نسكت عن هذه التهديدات وسنلجأ إلى إصدار قرارات من قبل البرلمان يلزم الحكومة باتخاذ مواقف حازمة ومنع الإستهتار التركي بحياة شعوب الدول، من إيقاف التعاملات التجارية بالكامل والانفتاح على بلدان أخرى، مثل دول الخليج أو شرق آسيا، بالإضافة إلى قطع العلاقات السياسية، وتدويل القضية لدى الأمم المتحدة مثلما جرى مع القصف التركي لمحافظة دهوك”.