“اختتام دورة شرعية” لأطفال داعش في مخيم الهول

  •  مصادر أمنية حصلت على مقطع مصور لنسوة يقمن بتسميم عقول فتيات صغيرات داخل مخيم الهول
  • الكثير من الأطفال يتعرضون لغسل الدماغ على أيدي الأمهات داخل مخيم الهول
  • النساء تمكنّ سراً من تنظيم ما يسمى «مدرسة شرعية»وإعطاء الدروس والحلقات على 5 مراحل

تواصل نسوة داعش داخل مخيم الهول تسميم عقول الفتيات، حيث يفتتحن “دورات شرعية” لزرع الفكر المتطرف في عقولهن، وإعداد جيل من المرتزقة يهددون المنطقة والعالم.

تمكنت مصادر أمنية في داخل مخيم الهول، جنوب شرق الحسكة، من الحصول على مقطع مصور لاختتام “دورة شرعية” لفتيات صغيرات ضمن إحدى الخيم في المخيم.

ويظهر في المقطع المصور ضمن إحدى الخيم في قسم المهاجرات في مخيم الهول الذي يحوي نحو 70 ألفا من أسر مرتزقة داعش خيمة معلقة على جدرانها الداخلية أعلام مرتزقة داعش وحديثاً متبادلاً بين اثنتين من نسوة داعش فيما يبدو أنه باللغة الروسية.

فيما تستمع البقية إلى الحديث وهن جالسات، مرتديات اللباس الأسود، حول مائدة عليها أصناف كثيرة من المأكولات.

ووفقا للمصادر الأمنية ذاتها، فإن نسوة نظمّن “مدرسة شرعية” على خمسة مراحل تبدأ بمرحلة أولية لتنتهي في المرحلة الخامسة وتكون المتخرجات من الفتيات في المرحلة الخامسة جاهزات لإعطاء “دروس شرعية” والعمل كنسوة حسبة في المخيم.

ووفقا لمراقبين فإن مخيم الهول يتبع مباشرة الى ما يعرف بـ ” اللجنة المنفذة ” التي تقع تحت إشراف “الخليفة” مباشرة ومتزعمي المرتزقة الذين يتواجدون في مناطق ” الملاذات الآمنة ” لمتزعمي المرتزقة في المناطق التي تقع تحت سيطرة تركيا في شمال سوريا.

10 آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب يقيمون في مخيم الهول

وتحذر أوساط سياسية واجتماعية في شمال وشرق سوريا من خطر مستقبلي على المنطقة والعالم مع استمرار المرتزقة في مخيم الهول في غسل أدمغة الأطفال وإنشائهم وفق فكر متطرف ودموي.

وافتتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مراكز لإعادة تأهيل أطفال داعش وسلمت قسم منهم إلى بلدانهم، إلا أن العدد الأكبر من هؤلاء الأطفال موجودون داخل المخيم ويعيشون في بيئة متطرفة.

وبالرغم من التحذيرات المستمرة للإدارة الذاتية لشمال وشرق من خطورة داعش وأطفالهم ، وتحذير منظمات دولية من أوضاع “كارثية” ، إلا أنها لم تتلق الدعم اللازم من المجتمع الدولي، في حين ترفض غالبية الدول استلام مواطنيها، الذين ينحدرون من أكثر من 50 بلداً في العالم، الأمر الذي قد يترك المنطقة تحت الخطر لعقود من الزمن.

وتوفي خلال العام الماضي وحده 74 طفلا في مخيم الهول بينهم ثمانية تعرضوا للقتل، وفق المنظمة.

ويبقى حتى الان هذا الملف معضلة أمام حكومات تلك الدول والمجتمع الدولي منذ ما يقرب من 3 أعوام، لغياب التشريعات الدولية المنظمة لعملية استقبال عوائل داعش وفي مقدمتهم الأطفال.

وكان داعش أكثر التنظيمات تجنيدا للأطفال، بافتتاح مدارس ومعسكرات تدريبة بالعراق وسوريا لتعليمهم طرق استخدام السلاح والخضوع لتدريبات قتالية للمشاركة في المعارك، إضافة إلى إعداد مناهج دراسية لزرع العنف وأفكار التطرف في عقولهم واستغلالهم في جمع المعلومات، الأمر الذي يزيد مخاوف الدول الأوروبية من استعادة أطفال داعش.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وضع أسس عالمية لعملية عودة أطفال داعش إلى أوطانهم، عبر طرح مبادرة أممية.

وفي احصائية للأمم المتحدة، يأوي مخيم الهول وحده،  56 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، بينهم نحو 10 آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب. ويشهد المخيم بين الحين والآخر فوضى وحوادث أمنية.

في سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 100 شخص، بينهم الكثير من النساء، قُتلوا في غضون 18 شهراً، في مخيم الهول الواقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرقي محافظة الحسكة. وقال منسق الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، إن مخيم الهول الخاضع لسيطرة قوات الأمن الكردية «يعاني انعدام الأمن ويحكم على الأطفال المحتجزين فيه بحياة بلا مستقبل، وإن نحو 94 في المائة من المحتجزين هم من النساء والأطفال».