ذكر تقرير لصحيفة “التايمز” في 20 ديسمبر كانون الأول أن الانفجار الهائل الذي وقع في أحد مساجد مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، في 11 ديسمبر/كانون الأول، كشف عن خلافٍ عميقٍ بين قادة حماس.

الانفجار الذي راح ضحيته لاجئ فلسطيني، ادعت حركة حماس أنه ناجم عن عطل كهربائي أدى إلى تفجير عبوات أكسجين، فيما قالت الاستخبارات الإسرائيلية أن المسجد كان مخزناً كبيراً لأسلحة وصواريخ تعود لصالح حماس.

إذ في اليوم التالي للانفجار وأثناء تشيع جثمان اللاجئ الذي قتل، اندلع إطلاق نار بين أعضاء حماس وحركة فتح الفلسطينية، التي تحاول منع حماس من السيطرة على مخيمات اللاجئين في لبنان، ما أدى إلى قتل ثلاثة أشخاص آخرين.

من ناحيته أكد المحلل السياسي ناجي شراب لـ”أخبار الآن” أن أحداث مخيم البرج الشمالي أدت إلى تأزم العلاقات بين فتح وحماس، إذ سارعت حماس إلى اتهام قوات الأمن الوطني التابعة لفتح بقتل المشاركين في الجنازة، موضحاً أنه من الصادم تحويل الخلافات السياسية بين الطرفين إلى اقتتال مسلح في لبنان كما حدث في قطاع غزة عام 2007، حين استولت حماس على القطاع بالقوة، خاصةً في الوقت الذي تطالب فيه أصوات لبنانية في إعادة النظر في الموقف من وجود المخيمات ودورها والعمل العسكري بها، ما قد يؤدي إلى تأزم العلاقات بين لبنان والفلسطينيين.

ولفت إلى وجود حالة استياء محلي في قطاع غزة بسبب سوء إدارة حماس للقطاع، فمعدلات البطالة هي الأعلى في الشرق الأوسط، فضلاً عن معدلات الفقر والفقر المدقع التي تتجاوز الـ80 في المئة، ومحاولات الهجرة المتكررة من قبل الشبان في القطاع، مشدداً على وجود حالة استياء صامتة في القطاع، نظراً إلى أن حماس تحكمه بالقوة الأمنية، وبقانونها، البعيد تماماً عن القانون الفلسطيني.

وقال: “حماس بصورةٍ أو بأخرى لا تسمح لأي صوت أن يرتفع في غزة”.

وبيَّن أن بعض الفصائل الفلسطينية حاولت التعبير عن استيائها من تسلط حماس في الحكم، لافتاً إلى أن هناك حالة غضب من تصرفات حماس في القطاع إذ أنها تفضل وتؤثر مؤيديها سواء في الوظائف أو المساعدات.

وعلى الرغم من أن حماس تجيش أعداداً كبيرةً من الكتاب لصالحها وتحاول جاهدةً أن تبرر في خطابها السياسي الإعلامي حالة القطاع المزرية إلا أنها لم تنجح في إقناع الغزيين ببراءتها.

أما المحلل السياسي حسن عصفور فوصف ما حدث في البرج الشمالي بالجريمة السياسية التي كان من الممكن تفاديها، خاصةً بعد مسارعة قيادات حماس إلى اتهام فتح بالوقوف خلفها، وقال: “حماس حاولت استغلال حادثة مقتل الـ3 شبان أثناء تشيع الجنازة لتعزيز دورها، لكنها جنت نتائج عكسية نتيجةً لذلك، خاصةً مع اللغة التي استخدمتها، والتي استنفرت الجميع ضدها.

متابعاً لـ”أخبار الآن”: “حماس ظهرت كأنها تتحالف مع قوىً خارجية للعبث في أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهو غير مسموح مطلقاً فلسطينياً ولبنانياً.

وأضاف: “هذه الحادثة يجب أن تكون درساً لحماس، ألا تحاول العبث في المخيمات هناك، خاصةً أن الحادثة قد تتحول إلى هجومٍ سياسي على وجود الفلسطينيين في لبنان التي تضم أكبر تكتل بشري من اللاجئين الفلسطينيين”.

وأكد أن على الفلسطينيين عدم إرباك المشهد في لبنان، وإنهاء حالة الاحتقان وعبارات التخوين التي تصدرها حماس، مستبعداً أن اندلاع عنف في المنطقة بسبب خلافات حماس الداخلية.

وأكد أن حماس استغلت حكمها في قطاع غزة لصالح أنصارها وأبنائها، إذ وفرت لهم فرص العمل والامتيازات، وحرمت غيرهم منها، وإن كانوا أكثر كفاءة وخبرة، مؤكداً أنه لن يصوت لصالح حماس في الانتخابات القادمة، إن لم تغير من سياساتها في حكم قطاع غزة، وتهميشها للمواطنين.