تونس .. “راك محلاك” عرض أزياء من نوع خاص

  •  شاركت بالعرض 12 امرأة وفتاة بينهن محاربات للسرطان ومصابات بآثار حروق
  • العرض من مبادرة “راك محلاك” وهو عرض أزياء ينظمه نادي روتاراكت تانيت قرطاج
  • الهدف من العرض محاربة الأفكار المغلوطة والنمطية عن معايير الجمال

في العاصمة التونسية، تتبختر جميلات من متحديات الإعاقة ومريضات السرطان على ممشى لعرض الأزياء ويبهرن الجمهور في عرض يهدف لمحاربة الأفكار المغلوطة والنمطية عن معايير الجمال.

شاركت في هذا العرض غير المعتاد 12 امرأة وفتاة بينهن محاربات للسرطان وفاقدات لأطراف ومصابات بالبهاق أو بآثار حروق ظاهرة. وهذا العرض هو النسخة الثانية من مبادرة (راك محلاك) أو “أنت جميلة” وهو عرض أزياء ينظمه نادي روتاراكت تانيت قرطاج.

وتقول أمل محفوظ عضوة النادي ورئيسة المبادرة “راك محلاك هو حدث لنساء مرضى السرطان، أو يعانون من إعاقة جسدية أو أي امرأة تحس بالاختلاف لكنها ليست مختلفة. يتمثل الحدث في عرض أزياء نقوم بإحضار مصممي أزياء وخبراء تجميل ليقوموا بإلباسهم وتزيينهم ليقوموا بالخروج على السجادة الحمراء بحضور عائلاتهم والأشخاص الذين يحبونهم”.

تونس

أمل محفوظ – عضوة النادي ورئيسة مبادرة “راك محلاك”

وعلى خلفية تصور قصر سيدي بوسعيد، ترتدي العارضات تصميمات زاخرة بالألوان وباللمسات العصرية الرائجة وتعرضها على الحضور بابتهاج وفخر.

 

وترى نرجس سنوسي عضوة النادي أن هذا العرض أثبت كم تتمتع هؤلاء النسوة بالجمال من الداخل والخارج أيضا وتقول “حضرنا اليوم النسخة الثانية من راك محلاك، وهو عمل نظمه نادي روتاراكت تانيت قرطاج للنساء والفتيات اللواتي يعانين من مرض أو إعاقة. شاركن في عرض أزياء اليوم وأثبتن أنهن جميلات رغم كل شيء. الهدف من هذا العمل هو أن نظهر لهؤلاء النساء والفتيات أنهن جميلات من الداخل والخارج وماذا يمكن أن نفعله جميعا”

تونس

نرجس سنوسي – عضوة نادي نادي “روتاراكت تانيت قرطاج”

أما حميدة حمادي، وهي أم لطفلة مريضة بالسرطان مشاركة في عرض الأزياء، فتحدثت عن أثر المرض على ابنتها قائلة “يجب أن نرضى بالقضاء والقدر ونحاول التكيف معه خاصة أن الصغار يفاجئونك بفهمهم. وفي عديد الأوقات ابنتي هي التي تساعدني لكي أصبر. هناك رسالة أريد أن أوصلها وآمل أن يتفهمها الناس.. لا يجب أن ننظر نظرة الشفقة للطفل أو للوالدين، فتلك النظرة هي التي تدمر، يجب عليك أن تعامله كإنسان لديه ابتلاء وبقدرة الله ليس بالموت وبقدرة الله سيشفى، وفعلا 80 بالمئة من الأطفال يشفون لكن نظرة الشفقة نفسيا لا تُنسى”.

تونس

حميدة حمادي – أم لطفلة مريضة بالسرطان مشاركة في عرض الأزياء

ومن بين المشاركات خميري زكية (40 عاما) وآثار حروق ظاهرة بوضوح على وجهها وجسدها بعد حادثة تعرضت لها في 2009 وتركتها تواجه الوصمة الاجتماعية.

وقالت “أنا تعرضت إلى حادث سنة 2009، احترقت بالغاز، لقد تعبت في بداية الأمر، وخاصة المجتمع لقد أتعبني كثيرا. لكن الحمد لله تفاديت (تخطيت) تلك الحالة وتفاديت الكثير من الكلام ونجحت في إعادة الاندماج في المجتمع مرة أخرى”.

تونس

تتم مساعدة مريضة صغيرة بالسرطان في الكواليس للاستعداد لعرض أزياء يهدف إلى محاربة المفاهيم الخاطئة حول معايير الجمال وتمكين النساء والفتيات ، في سيدي بو سعيد ، بالقرب من تونس العاصمة ، في 27 نوفمبر 2021. تم التقاط الصورة في 27 نوفمبر 2021. رويترز

وأضافت عن سبب مشاركتها في المبادرة “لقد فرحت كثيرا بهذا الحدث والأجواء جميلة، جميع الأشخاص سعداء. نحن نريد أن نبرهن للمجتمع أن أي شخص يتعرض لحادث مهما كان الحادث إنه لديه الحق في الحياة، عنده الحق في الاندماج في المجتمع وإنه شخص مثل باقي الأشخاص ليس هناك اختلاف”.