مع تراجع السياحة.. قرية مصرية تكافح للحفاظ على فن صناعة ورق البردي

سنوات طويلة مضت على صناعة أوراق البردي في جمهورية مصر العربية، فمنذ بزوغ فجر الحضارة الفرعونية حتى اللحظة الحالية ولا تزال هذه الأوراق إرثا حضاريا

المزارعون في قرية القراموص بمحافظة الشرقية في دلتا النيل مازالوا محافظين على حرفة صناعة أوراق البردي التي كان يستخدمها الفراعنة للكتابة، رغم أن الحفاظ على هذه الحرفة بات أمرا صعبا في ظل تهديدها بتراجع أعداد السياح الأجانب في البلاد في السنوات الأخيرة.

مصر

مرأة تقطع ورق البردي بخيط في ورشة بقرية القراموس في محافظة الشرقية / أ ف ب

يحافظ المزارعون في قرية القراموص بمصر على حرفة صناعة أوراق البردي

وقال عبد المبدي مسلم، صاحب ورشة لتحويل نبات البردي إلى أوراق: “منذ أن جاءت جائحة كورونا توقفت السياحة ولم يعد لدينا أي دخل، لا نتمكن من البيع أو الشراء أو أي شيء”، فوسط الحقول الخضراء بقرية القراموص يعمل المزارعون على تقطيع نبات البردي إلى شرائح رفيعة ومحاذاتها بسلك ووضع طبقات أخرى مشابهة فوقها.

مصر

يحافظ المزارعون في قرية القراموص بمصر على حرفة صناعة أوراق البردي / أ ف ب

هذه التقنيات القديمة ظهرت في سبعينات القرن الماضي، إذ علّم مدرّس فنون في القرية مزارعي القراموص التقنيات الزراعية والحرفية العائدة إلى آلاف السنين لتحويل النبتة إلى ورق بردى مع رسوم زخرفية ونصوص، بعدما شارفت على الإندثار .

كورونا أطفأ بصيص الأمل في تحسن قطاع السياحة في قرية القراموص

ومنذ ذلك الحين، تشكل القرية الواقعة على بعد 80 كيلومترا شمال شرق القاهرة، أكبر مركز لصنع ورق البردى في البلاد، بحسب متخصصين في هذه الصناعة.

وأوضح  سعيد طرخان، مزارع بردي ورسام ومؤسس جمعية للمهنيين في القطاع: “نحن تقريبا حوالى 15 ألف شخص، من 300 عائلة، كلهم يعملون إما في الزراعة أو صناعة الورق أو الطباعة والتلوين”.

قرية في دلتا النيل بمصر تكافح لصناعة ورق البردي

كورونا أطفأ بصيص الأمل في تحسن قطاع السياحة في قرية القراموص / أ ف ب

مزارعو القراموص يحولون نبات ورق البردى مع رسوم زخرفية ونصوص رغم أن الحرفة شارفت على الاندثار

قرية في دلتا النيل بمصر تكافح لصناعة ورق البردي

مزارعو القراموص يحولون نبات ورق البردى مع رسوم زخرفية ونصوص / أ ف ب

ورغم أن المصريين القدماء استخدموا البردي بغرض الكتابة عليه ، تظل الرسومات الفرعونية التي ينتجها فنانو هذه القرية على الأوراق الثمينة المصنوعة من النبات واحدة من الذكريات المفضلة للسياح والزائرين الأجانب في مصر.