خطوة لجعل القراءة سلوكًا يوميًا

أطلقت جمعية الجيل الجديد للتنمية والتكوين أول مكتبة قرب بحي فوق السوق بمدينة آيت باها بإقليم اشتوكة آيت باها بالمغرب. وسميت المكتبة “مكتبة الجيل الجديد” وهي عبارة عن خزانة عامة خشبية، تفتح في النهار وتغلق بالليل، وتضم حاليًا 150 كتابًا من مختلف المشارب الأدبية التي يتناسب تنوعها مع جميع الفئات العمرية.
تعد هذه المكتبة التي أطلقت يوم الجمعة 6 آب/ أغسطس الجاري (2021)، بداية لانطلاق مشروع “مكتبات القرب” بآيت باها الذي تعمل جمعية الجيل الجديد للتنمية والتكوين في إطاره على تزويد مناطق وأحياء مختلفة بالمدينة بمكتبات مشابهة، بهدف تعميم ثقافة القراءة وجعلها سلوكًا يوميًا في حياة السكان خاصة الأطفال والشباب.

 

ما يميز فكرة المشروع هي أنها موجهة كذلك لزبائن المقاهي المحلية، كخطوة لإخراج الأخيرة من نمطها التقليدي وتحويلها شيئًا فشيئًا إلى مقاهٍ أدبية يحضر فيها الكتاب ويصبح الحوار الثقافي مهيمنًا على الحوارات والنقاشات العادية التي تطبع عادة لقاءات الأشخاص بهذه الأماكن.

توفر المكتبة الحالية قصصًا وكتبًا للصغار، جعل أطفال حي فوق السوق يتهافتون بدورهم لاختيار ما يشبع فضولهم ونهمهم المعرفي. وبالرغم من مرور خمسة أيام فقط على افتتاح مكتبة القرب هذه، فإن عدد المتوافدين عليها تجاوز 20 شخصًا.

 

مكتبة صغيرة في حي في آيت باها بالمغرب

أول مكتبة من مشروع مكتبات بين الأحياء في آيت باها تضم 150 كتابًا

هذا التوافد اعتبره محمد واكريم رئيس جمعية الجيل الجديد للتنمية والتكوين، أمرًا مشجعًا في بداية مشروع “مكتبات القرب”، وسيجعل الجهود تتضافر من طرف جميع أعضاء الجمعية والمهتمين بالشأن الثقافي والمحلي بمدينة آيت باها، لتحقيق الأهداف الرامية إلى تشجيع كل فئات المجتمع  المحلي على القراءة.

وأوضح محمد واكريم لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة أن الشروع في إطلاق هذا النوع الجديد من المكتبات، جاء بعد اجتماع مسبق عقد خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي بين جميع أعضاء الجمعية وبعض طلاب الجامعة والمدارس بآيت باها.

إطلاق أول مكتبة قرب بأيت باها لنشر ثقافة القراءة بين سكان الأحياء

وضعت المكتبة قرب مقهى لتشجيع الزبائن، لكنها تستهدف الأطفال بشكل رئيس كذلك

في هذا الاجتماع، تم اختيار عدة مقاهي لوضع المكتبات بجانبها، وقال محمد واكريم في هذا الصدد، “ما دفعنا لاختيار هذه المواقع بالتحديد هو عدد الأشخاص الذين يقصدونها، إذ يقضي معظمهم أكثر من ساعة يوميًا لاحتساء القهوة أو تصفح الهاتف أو مقابلة زملاء العمل أو الدراسة فيه”.
وتابع، “لذلك فتوجه هؤلاء الأشخاص نحو القراءة عن طريق وضع مكتبة قرب المقاهي سيصبح أمرًا يسيرًا، لأن كل زبون بإمكانه قبل ولوج المقهى اختيار الكتاب الذي يفضله والاستمتاع بالقراءة والاطلاع على آخر إصدارات الكتاب، خاصة أن هذه المكتبات تحرص بالدرجة الأولى على توفير الكتب الحديثة والتي قد لا توفرها مكتبات المدينة أو مكتبات المدارس”.
في هذا السياق، قال واكريم إن الجمعية عملت على شراء الكتب الحديثة والتي يكثر إقبال القراء المغاربة عليها، وذلك من خلال التبرعات التي ساهم فيها الأعضاء أيضًا إلى جانب بعض السكان، موضحًا أن هذه العملية استغرقت ثلاثة أشهر تقريبًا.
إطلاق أول مكتبة قرب بأيت باها لنشر ثقافة القراءة بين سكان الأحياء

تشجيع الأطفال على القراءة عبر ورش بدأتها الجمعية مع إطلاق أول مكتبة قرب

كما ذكر أن إطلاق أول مكتبة قرب جرى بحضور بعض أعضاء الجمعية التي يترأسها، وبعض شباب حي فوق السوق ورئيس المجلس البلدي، كما لقي استحسان جميع زبائن مقهى الحي والأطفال، فيما أبدى نادل المقهى بدوره استعداده لخدمة المكتبة والحرص على عدم تعرض كتبها للتلف.

نشر ثقافة القراءة مسؤولية مجتمعية

ولإشراك الجميع في إنجاح وترسيخ أهداف مشروع “مكتبات القرب”، قال واكريم، “فضلنا ترك المكتبة مفتوحة طيلة اليوم بدون حراسة أو إشراف من طرفنا، لكي نوصل للسكان بمختلف فئاتهم العمرية أن النهوض بالمجال الثقافي ونشر ثقافة القراءة وسط صفوف الأجيال الصاعدة هو مسؤوليتنا جميعا”.
إطلاق أول مكتبة قرب بأيت باها لنشر ثقافة القراءة بين سكان الأحياء

نشر ثقافة القراءة مسؤولية مجتمعية

تخول مكتبة القرب الحالية أو حتى التي سيتم إحداثها خلال الأشهر المقبلة الأطفال والشباب من استعارة كتاب واحد لمدة أسبوع لقراءته في المنزل وارجاعه للحصول على كتاب جديد، على أن يسجل الراغبون في ذلك أسماءهم الكاملة ضمن سجل خاص، مع ذكر عنوان الكتاب وتاريخ أخذه وتاريخ إرجاعه.
هذه الطريقة المعتمدة بحسب واكريم، ستمنح القراء فرصة فريدة لقراءة الروايات والكتب والقصص كاملة بتركيز تام وفي الوقت الذي يناسبهم.
إطلاق أول مكتبة قرب بأيت باها لنشر ثقافة القراءة بين سكان الأحياء

يمكن استعارة الكتاب لمدة أسبوع ثم إرجاعه

ولأن الأطفال من بين الفئة المستهدفة ضمن مشروع مكتبات القرب، قامت جمعية الجيل الجديد للتنمية والتكوين يوم السبت 7 آب/ أغسطس بتنظيم ورشة تعريفية وتوعوية لفائدة أطفال حي فوق السوق، أتت بالتزامن مع إطلاق أول مكتبة قرب.
إطلاق أول مكتبة قرب بأيت باها لنشر ثقافة القراءة بين سكان الأحياء

يمكن استعارة الكتاب بعد تسجيل الإسم والعنوان للراغب بالاستعارة

وقد ركزت، وفق تصريح محمد واكريم، على التعريف بدور هذا النوع الجديد من المكتبات وحث الأطفال على القراءة واستثمار وقت الفراغ، خصوصًا أنهم حاليًا في عطلة صيفية ستستمر لمدة شهر إضافي، وهو وقت مثالي للقراءة والمطالعة وإغناء الرصيد المعرفي.
ومن المبرمج أن يستفيد أطفال كل حي بآيت باها من ورشات مشابهة بمجرد إنشاء مكتبات قرب بهذه الأحياء، على أن تعمم فكرة المشروع بإقليم اشتوكة آيت باها وتصبح مكتبات القرب، كما يرى واكريم، جزءًا أساسيًا من ثقافة المجتمع المحلي.