50 طالبًا شاركوا بدورة “مبادرون بين المدارس”  

فازت مدرسة الخليدية ببطولة فعالية “مبادرون بين المدارس”، وهي الدورة الرياضية الأولى في كرة القدم بين المدارس بدار الشباب فرش العنابي بالخليدية جنوب العاصمة تونس، فيما حلّت مدرسة فرش العنابي بالمرتبة الثانية.

وكانت الدورة الرياضية الأولى قد اختتمت في الثلاثين من أيار/ مايو من العام الحالي (2021)، وجرى تكريم الفرق الفائزة في احتفال بسيط بالمؤسسة، ما خلق أجواء من السعادة في صفوف الأطفال وعائلاتهم.

شارك بهذه الفعالية الرياضية أكثر من خمسين طالبًا ثمانية مدارس ابتدائية بالجهة، فضلًا عن جمعية شباب مبادرون، وشهدت متابعة واسعة من المواطنين في معتمدية الخليدية، الذين أتوا لتشجيع أبنائهم وقضاء وقت ممتع يوم الأحد، العطلة الأسبوعية بتونس.

في تونس.. فوز مدرسة الخليدية بالدورة الأولى لكرة القدم بين المدارس

50 طالبًا شاركوا بدورة “مبادرون بين المدارس”

وهي ليست التظاهرة الأولى لدار الشباب فرش العنابي التي تعتبر متنفسًا لشباب الجهة في ظلّ انعدام فضاءات الترفيه بالمنطقة. فهي الفضاء الوحيد الذي يقصده شباب وأطفال المنطقة للاستفادة من نشاطات المؤسسة في نوادي المسرح والإعلامية والرياضة، وحضور التظاهرات الثقافية والرياضية التي تعقدها خاصة بمناسبة الأعياد الوطنية.

دار الشباب المتنفس الوحيد للأطفال 

حول المسابقة ونشاط دار الشباب فرش العنابي، أوضح مدير دار الشباب سفيان الطاهري لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في تونس رامي جبنوني أن “دار الشباب فرش العنابي بالخليدية تعدّ المتنفس الوحيد لشباب وأطفال المنطقة لقضاء وقت الفراغ والترويح عن النفس”.
في تونس.. فوز مدرسة الخليدية بالدورة الأولى لكرة القدم بين المدارس

دار الشباب فرش العناني المتنفس الوحيد لأطفال وشباب المنطقة

وأضاف الطاهري، “لذلك سعينا خلال السنة الحالية إلى الانفتاح على المحيط الخارجي وخلق شراكات مع المدارس الابتدائية والإعدادية والمعهد الثانوي وبعض جمعيات المجتمع المدني، وقد مكنتنا هذه الشراكات من إنجاز بعض التظاهرات الثقافية والشبابية”.
وبيّن أن “أهمّ النشاطات كانت المشروع التنشيطي “القارئ الصغير” الذي كان فرصة لترغيب الأطفال والشباب في القراءة وحثهم على المطالعة، ومؤخًرا نظمنا هذه الدورة الرياضية في كرة القدم التي حظيت بمتابعة الأولياء والشباب وأطفال الجهة، خاصة وأنّها المرّة الأولى التي يلعب فيها بعض التلاميذ في الملعب الأخضر”.
وأكد الطاهري لمراسل “تطبيق خبّر” على دور المؤسسة الشبابية في تلبية حاجيات الشباب في الترفيه بالمنطقة خاصة وأنّ الإطار التربوي بالمؤسسة دائمًا ما يسعى إلى مرافقة الفئات الشبابية وتأطير بعض الأنشطة المختلفة، وهو ما يجعل دور هذه المؤسسة مهمًا بل ورائدًا في المنطقة لمقاومة السلوكات العنيفة والخطيرة وفرصة لمرافقة الشباب وتأطيره”.
من جهتها، أعربت حسناء، وهي أم عمرها ٤٥ سنة، عن سعادتها بمشاركة ابنها في هذه الدورة، قائلة إنها تنتظر مثل هذه النشاطات التي تدخل البهجة على الجميع بالجهة، خاصة أن المنطقة لا تحتوي على مراكز ترفيه، ما يجعل دار الشباب قبلة الجميع، فهي ليست دارًا للشباب فقط بل دار الحي، حسب تعبيرها.
أحد الأطفال القائزين في دورة كرة القدم بين المدارس في الخليدية في تونس

تكريم الفائزين زرع الابتسامة في الوجوه والفرح في القلوب

أما عن ناحية التنظيم، فأجمع المشاركون في هذه التظاهرة الرياضية على أن التنظيم كان جيّدًا، معبرين عن حماسهم لإعادة الدورة مستقبلًا، لا سيّما في فصل الصيف الذي يشكل عبئا ثقيلًا عليهم وعلى أهاليهم، وذلك لبعد منطقة الخليدية عن البحر وعدم توفرّ قاعات رياضية أو مسبح بلدي وهو ما يشعرهم بالضجر.
تشكل دار الشباب فرش العنابي بالمنطقة الفرصة الوحيدة للترفيه لشباب المنطقة، إذ تعمل على تنظيم التظاهرات الثقافية والرياضية، وكذلك تشريك عدد من الشباب في الرحلات والمصائف التي تعقدها وزارة شؤون الشباب والرياضة في فصل الصيف خصوصًا، تحت عنوان النشاط الصيفي الذي يقام بشاطئ برج السدرية بتنظيم من المندوبية الجهوية لشؤون الشباب والرياضة ببنعروس.
وفي الوقت الذي تعاني فيه بعض عائلات شباب وأطفال الجهة من ظروف اقتصادية صعبة تجعل فرصة الترفية بالنسبة لهم ترفًا أو حلمًا، خاصة وأنّ بعض المناطق بالضاحية الجنوبية للعاصمة، مثل المحمدية ومرناق وفوشانة تعاني من إهمال حكومي في التنمية وغياب فرص الاستثمار ومشاكل التنقل.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة الخليدية تضم آثارًا مثل المسرح الروماني بأوذنة حيث نظمت بعض التظاهرات الثقافية والرياضية بمشاركة دار الشباب فرش العنابي.
ويطالب بعض السكان بالجهة الاستثمار في المسرح الروماني ثقافيًا لتصبح المنطقة منفتحة عن بقيّة المدن المحيطة بها، وقبلة للسياحة الداخلية خاصة أن بعض المبادرات قليلة عمومًا ولا تستمر. كمت أن المنطقة فلاحية وتتوفر بها مناطق خضراء ومنتجات بيولوجية ما يجعلها جديرة بأن تكون مزارًا للسياحة الداخلية.