المبادرة وفرت أهم المرافق القروية ورممت مسجد القرية ومدرستها

نظمت جمعية البديل قافلة إحسانية إلى قرية أنفكاين المتواجدة بمنطقة جبلية تدعى “ستي فاطمة” نواحي إقليم الحوز بالمغرب، بهدف إعادة تأهيل العديد من المرافق في إطار مشروع إحساني أطلقته الجمعية تحت اسم “القرية النموذجية”، سيشمل مجموعة من القرى النائية في الأشهر القادمة ويمتد طيلة النصف الاول من شهر رمضان المبارك.
للتعرف أكثر على هذه المبادرة، أجرى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس مع رئيس جمعية البديل سفيان بولصضال، الذي أوضح أن مبادرة القرية النموذجية تهدف إلى تأهيل قرية قرية أنفكاين النائية بأعالي الجبال، المتواجدة بإقليم الحوز نواحي مدينة مراكش. وقال “استطعنا توفير أهم المرافق ومقومات العيش الكريم، ومن ضمنها في البداية ترميم مسجد يتكون من مصلى للرجال وآخر للنساء”.

 

 

 

وأضاف أنهم أعادة بناء قاعة “المسيد” وهي عبارة عن مرفق ثالث خاص بتدريس القرآن الكريم لأطفال القرية، إذ كانت حالة القاعة لا تناسب نشاطًا مقدسًا مثل تدريس القرآن الكريم، فتم رفع التحدي وتوفير التكلفة المالية لإعادة بناء هذا المرفق من جديد، ووفقنا الله لإحداث بناية جديدة، هي الآن في مراحل متقدمة لإنهائها وتجهيزها بالحاجيات الأساسية”.

وبيّن سفيان أن من بين المرافق التي اشتغلوا عليها خلال المبادرة وواستفادت منها القرية، هناك المدرسة الفرعية التابعة لمجموعة مدارس قرية أنفكاين، والمتوفرة على قاعتين وسكن وظيفي، إذ تم إصلاحها جميعها وإعادة ترميم الأسقف التي كانت في حالة مهترئة آيلة للسقوط وتتسرب منها مياه الأمطار.
انفكاين القرية التي حظيت بالمبادرة
وأشار إلى أنهم جهزوا الأقسام بخزانة للكتب وبعض الأدوات المدرسية، وشملت عمليات الإصلاح كل من المرافق الصحية وإعادة صيانة الأبواب والنوافذ، وكذلك ربط المرافق بالمياه لتكون جاهزة لاستعمال التلاميذ.
كما أوضح أنه التلاميذ في القرية استفادوا من ورشات تحسيسية توعوية تخص الجانب الصحي وما يتعلق بأهمية الحفاظ على أعضاء الجسم وأهمية الرياضة من أجل الحافظ عليه، فضلًا عن أنشطة ترفيهية على مدى أيام.

قافلة طبية مرافقة أجرت فحوصات لأكثر من 200 بالغ و70 طفلًا

في سياق مرتبط بالمبادرة التي شملت خدماتها قافلة طبية موجهة لسكان القرية، صرح عزالدين الشرواني، وهو طبيب متدرب وعضو جمعية بديل، ومسؤول عن تأطير القافلة الطبية أن الخدمات المقدمة اعتمدت بشكل أساسي على الطب العام بهدف الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم.
"انفكاين" بالمغرب تستفيد من مبادرة القرية النموذجية وخدمات طبية مجانية

أجريت فحصوات طبية لأكثر من 200 قروي

وقال الشرواني لمراسل “تطبيق خبّر” إن “أكثر من 200 شخص استفادوا من الفحوصات الطبية التي اكتشفنا من خلالها عدة أمراض، وبالتالي زودنا المرضى بالعلاجات التي يحتاجونها، كما قمنا بتوجيه المرضى الذين يحتاجون لعلاجات مختصة من أجل تتبع حالتهم أو ليستفيدوا من فحوصات أخرى أكثر دقة”.
وأضاف أنه تم تتبع حالات لنساء حوامل من ساكنة القرية، والتأكد من أنهن لا يعانين من أي مشاكل أثناء الحمل، وقدمت لهن نصائح ومجموعة من المكملات الدوائية التي تحتجنها.
وأضاف المتحدث أنه بهذا الشكل تكون القافلة قد حققت أهدافها الموضوعة، “ونسأل الله التوفيق في المستقبل لتوسيع دائرة أنشطتنا وفعاليتها لتغطية أماكن أخرى وإعادة تأهيل قرى أخرى، لما لذلك من خلق أنشطة تنموية من الممكن أن تساهم في التنمية المستدامة، أو على الأقل توفير الحد الأدنى من شروط العيش الكريم لفائدة هؤلاء السكان المعزولين”.
"انفكاين" بالمغرب تستفيد من مبادرة القرية النموذجية وخدمات طبية مجانية

نفذت ورشات توعية بأهمية نظافة الأسنان وفحصت أسنان 70 طفلًا

من جهتها، بيّنت سلمى الهلالي، وهي طالبة في السنة الخامسة طب الأسنان، ومشرفة على خلية طب الأسنان وورشات التوعية التحسيسية الصحية، أن طلاب المدرسة فد استفادوا من ورشات تحسيسية صحية، أبرزها أهمية الحفاظ على سلامة الأسنان، والطريقة الصحيحة والفعالة لتنظيفها.
وحسب ما كشفت سلمى في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر”، فإن ما يقارب 70 طفلًا قد استفادوا من خدمة فحص عام لصحة الفم، وتم منح العديد من الأدوية للحالات التي تحتاج عناية أكثر، كما تم توزيع علب لفُرَش ومعاجين الأسنان للجميع بمن فيهم أشخاص بالغين من سكان القرية.
مبادرة القرية النموذجية رممت المدرسة

جهزت المدرسة الفرعية باحتياجاتها الرئيسية للتدريس

تجدر الإشارة إلى أن جمعية البديل تنوي توسيع نشاطاتها بقرى متاخمة نائية، والعودة أيضًا لقرية أنفكاين في الأيام القليلة القادمة من أجل إتمام حفر بئر للمياه الصالحة للشرب وحل مشكل المياه الذي يعد مشكلًا حقيقيا تعاني منه المنطقة منذ مدة طويلة.
وتعد قرية أنفكاين إحدى القرى البعيدة عن حواضر إقليم الحوز، ومؤخرًا تعيش موجة جفاف وعزلة تحتاج لحلول فعلية، لا سيما أن عدد سكانها يتزايد، بعد أن وصل في آخر إحصاء وطني 418 نسمة.