تدريب للنساء على المشاركة العامة وتعزيز حضور المرأة في مواقع المسؤولية بجهة مراكش اسفي

عرفت مدينة مراكش تنظيم ورشة تدريبية موجهة لنساء جهة مراكش اسفي في مجال المشاركة العامة وآليات تعزيز حضور المرأة في مواقع المسؤولية.
شهدت الورشة التي نظمتها جمعية نساء مبادرات بشراكة مع منتدى الفدراليات الكندي مشاركة خمسون امرأة من مختلف مدن الجهة (مراكش، آسفي، اليوسوفية، قلعة السراغنة، شيشاوة، الحوز والرحامنة) واللاتي يمثلن فعاليات مدنية وسياسية بالجهة.

 وسعت هذه الدورة التدريبية التي عقدت نهاية الأسبوع المنصرم إلى تقوية قدرات المشاركات في مجال الحق في المشاركة العامة والقيادة المجتمعية، وتمكينهن من الآليات الكفيلة بتحقيق مشاركة فعالة داخل مجتمعاتهن المحلية.
جاءت الدورة ضمن مشروع الريادة النسائية، واستفادت المشاركات من تدريب متقدم في هذا المجال، توزع بين التعريف بالإطار القانوني الدولي والوطني المؤطر للحق في المشاركة وأسسه ومبادئه، والوقوف عند مجموعة من التجارب والممارسات الفضلى في مجال المشاركة العامة، كما تم الوقوف عند آليات تطبيق الحق بالمشاركة العامة كما جاء في دستور المغرب لسنة 2011.
يأتي هذا التدريب في إطار البرنامج العام لجمعية نساء مبادرات تحت إشراف منتدى الفدراليات، الذي انطلق العمل عليه قبل سنة ونصف، ويهدف إلى تأهيل نساء جهة مراكش اسفي للمشاركة بفعالية في الانتخابات المقبلة.
نساء خلال ورشة المشاركة العامة في مراكش

تدريب للنساء على المشاركة العامة وتعزيز حضور المرأة في مواقع المسؤولية

واعتمد التدريب بشكل أساسي على تجارب المشاركات والتحديات التي تعترضهن وتحول دون بلوغهن مواقع المسؤولية، وذلك في سعي الجهة المنظمة الى اعتماد الذكاء الجماعي للمشاركات لأجل تطوير آليات ذاتية لتجاوز هذه التحديات.
كما حظي موضوع المناصفة (الحضور المتساوي للنساء والرجال في مواقع المسؤولية) بمساحة مهمة من النقاش، خصوصا وأن المغرب أقر مجموعة إجراءات لأجل تعزيز حضور المرأة في المشهد السياسي، وهو ما رأت فيها المشاركات تحولاً هاماً يجب تثمينه والتعريف به.

التدريب أحد الأليات الأساسية لبناء مجتمع يتيح الفرص للنساء للمساهمة في بنائه

اللقاء الذي استمر على مدى ثلاثة أيام، عرف تقديم تجارب رائدة لنساء استطعن إيجاد موقع أساسي داخل مجتمعاتهن المحلية عبر التكوين المستمر وتقوية قدراتهن، وهو ما حفز النقاش وخلق لدى النساء المشاركات قابلية لتطوير ذواتهن.
وبالنظر إلى ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد، فقد تم توزيع المشاركات الخمسين على ثلاث مجموعات في خمس قاعات مختلفة، لضمان الالتزام بالتباعد الجسدي بين المشاركات كإجراء احترازي للوقاية من انتشار كوفيد 19.
خالد سرحان، وهو المدير الجهوي لمنتدى الفدراليات الكندي بجهة مراكش آسفي، صرح لمراسل “تطبيق خبّر” بالمغرب يوسف أسكور أن التدريب يعتبر أحد الآليات الأساسية لبناء مجتمع يتيح الفرص أمام النساء ليكن مساهمات في بناء مجتمع متزن ومتنوع.
وأضاف أن العمل على تمكين النساء يأتي أساساً من خلال خلق بيئة آمنة لعرض تجاربهن وأيضاً جعلهن قادرات على التعبير عن حاجياتهن بشكل قانوني وفعال.
محاضر يعطي تدريبًا لنشاء في مراكش

خالد سرحان المدير الجهوي لمنتدى الفدراليات الكندي بجهة مراكش آسفي خلال الورشة التدريبية

من جهتها، عبرت السعدية الداودي، وهي مشاركة ومسيرة لتعاونية نسائية متخصصة في الزيوت الغدائية، عن بالغ سعادتها بالتغيير الذي حققته منذ التحاقها بمجال التدريب وتقوية القدرات.
وقالت السعدية لمراسل “تطبيق خبّر” إنها قبل خمس سنوات كانت لا تعرف الكتابة ولا القراءة، ودفعها حضورها بالصدفة لإحدى الورشات التدريبية بجماعة بن حميدة، إلى الالتحاق بدروس محو الأمية، التي نجحت فيها بشكل كبير.
بعدها أسست تعاونية نسائية رفقة نساء أخريات، واستطاعت أن تحقق استقلالًا ماديًا كلياً، ويحذوها الطموح اليوم إلى تقلد مهام المسؤولية وممارستها.
ويأتي حضورها خلال هذه الورشة التدريبية لأجل الاطلاع على المستجدات القانونية ذات العلاقة بالانتخابات المقبلة، والذي تعتبره مهمًا بالنظر لأهمية معرفة المستجدات في تحقيق حضور نسوي مهم وفعال.
في سياق متصل، قالت فتيحة إدموليد، وهي مشاركة في التدريب وعضوة هئية المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي بجماعة سميمو، إن عمل الهئية الرامي إلى تعزيز حضور المرأة على المستوى الترابي يقوم أساساً على ضرورة تكسير الهيمنة الذكورية للمجتمعات المحلية.
وبيّنت لمراسل “تطبيق خبّر” أن التحدي الرئيسي أمام النساء هو استمرار الصورة النمطية تجاه المرأة وإلصاقها بأشغال البيت خصوصًا في المجتمعات القروية.
50 متدربة في مراكش بعد تخرجهن من الورشة التدريبية

50 امرأة بمراكش استفدن من ورشة تنمية قدرات بالمشاركة العامة

وأضافت أنها تحرص على نقل تجربتها وما تستفيده من كل تدريب تحضره إلى نساء القرية التي تقطن بها، وأنها تواكبهن من خلال توفير تدريب حرفي ومعرفي يساعدهن على تحسين وضعياتهن المادية والإجتماعية.
بعد استيفاء جميع مواد الدورة التدريبية، اختتمت الدورة بتوزيع شهادات المشاركة على المشاركات، وإنتاج مقاطع بصرية حول مسار مشاركة عن كل مدينة، لأجل تشجيع النساء على السير على نفس المنوال.