تعهّد رئيس المكتب السياسي لجماعة “حماس” إسماعيل هنية بالعيش على زيت الزيتون والزعتر وذلك بعدما فازت جماعته بالانتخابات بقطاع غزّة عام 2006.

إلا أنّه بعد ذلك، ترك هنية قطاع غزة الفقير، ليعيش مع بعض قادة جماعته الآخرين في رفاهية متنقلاً بين تركيا وقطر، وفق ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس“.

ومع توجه لإجراء انتخابات جديدة مخطط لها في الربيع، سيكافح قادة الجماعة في الحملة الانتخابية لتحسين صورتهم المشوهة في أذهان أهالي غزة بعد أن قبلوا مقايضة مبادئهم بوسائل الراحة المادية.

ويبقى أن نرى ما إذا كانت الانتخابات التي قرّرها الرئيس محمود عباس ستجرى بالفعل، كما أن الأنظار تتجه إلى مدى إمكانية جماعة “فتح” التواصل إلى نوع من الاتفاق مع “حماس” للتغلب على الانقسامات المريرة التي أدّت إلى عدم نجاح محاولات اجراء الانتخابات في وقتٍ سابق. 

وتضررت صورة “حماس” بين العديد من الفلسطينيين منذ العام 2007، وذلك عندما استولت على غزة بعد معارك دموية مع قوات السلطة الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين، أقامت حماس شبه دولة، مراهنة على بعض القوى الإقليمية في دعمها لتوفير الخدمات الأساسية.

ومع هذا، فإن مغادرة بعض قادة “حماس” لم يساعد غزّة، فهؤلاء استبدلوا ملابسهم العسكرية ودراجاتهم النارية ببدلات رجال الأعمال وسيارات رباعية الدفع، حتى أنّ البعض، مثل هنية، انتقل إلى الفنادق الفخمة في تركيا وقطر، تاركين ذوي الرتب الدُّنيا والفلسطينيين العاديين يحاربون عواقب سياساتهم.

ويقول يوسف أحمد، الذي يعمل في كشك لبيع المواد الغذائية في سوق شرق مدينة غزة، إن الوضع يزداد سوءاً مع مرور كل سنة، ولم تعد لسكان المدينة القدرة على تحمل تكلفة الأساسيات.

ومع ذلك، وبينما يتذمر سكان غزة سرّاً، فإنهم نادراً ما يتحدثون ضد حماس علناً، وذلك لسجلها في اعتقال منتقديها. وقال أحمد إنه يلوم “الجميع”، حماس وإسرائيل وسلطة الرئيس محمود عباس، إلا أنه اعتبرَ أن “حماس” تتحمل مسؤولية خاصة بصفتها القوة الحاكمة على الأرض.

ويعتبر هنية، الذي أصبح رئيساً للوزراء بعد انتخابات عام 2006، الآن زعيم “حماس”، وغادر غزة في العام 2019 فيما ربطت “حماس” هذه المغادرة بجولة خارجية مؤقتة، لكنّ الحقيقة هي أن هنيّة لم يعد بعد.

وأظهر مقطع فيديو حديث انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هنية يلعب كرة القدم في ملعب تحت ناطحات السحاب الزجاجية في قطر، بعيداً عن مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، حيث وُلِد وترعرع ولا يزال منزله قائماً.

كذلك، ظهر هنيّ في مقطع فيديو آخر وهو يرتدي بدلة مصممة له خصيصاً ويحيط به حراس شخصيون ويستقبله كبار الشخصيات القطرية على السجادة الحمراء.

في غضون ذلك، يعاني نصف الفلسطينيين في غزة من البطالة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتلوث مياه الشرب، وتلقي “حماس” باللوم في معاناة القطاع على السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمجتمع الدولي.

ويقول المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم إن “هناك وعياً شعبياً بأن ذلك ليس خطأ “حماس” وأن الأطراف الخارجية تريد تقويض التجربة الديمقراطية”، مشيراً إلى أن الجماعة ما زالت تتمتع بدعم شعبي هائل وستفوز بالأغلبية في أي انتخابات مقبلة، كما لفت إلى أنّ عناصرها في غزة عانوا من الحروب والعزلة والانهيار الاقتصادي أيضاً، ومع ذلك لا يتم تقاسم المعاناة بالتساوي.

وبحسب “أسوشيتد برس”، فقد أرسلت قطر مئات الملايين من الدولارات كمساعدات لغزة في السنوات الأخيرة لدعم وقف غير رسمي لإطلاق النار مع إسرائيل.

وسمحت تلك الأموال للحكومة التي تديرها “حماس” بدفع رواتب موظفيها المدنيين، لكنها واصلت فرض ضرائب على الواردات والصادرات وشركات التبغ، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من الفلسطينيين، الذين خرجوا للتظاهر في أكثر من مناسبة لكن الأجهزة الأمنية لحماس عمدت إلى قمع تلك التحركات.

وفي مثال آخر على عدم المساواة في غزة، بقي معبر رفح البري على الحدود مع مصر (الطريق الوحيد الذي يمكن لمعظم سكان غزة أن يسافروا عبره من القطاع وإليه) متاحاً لأولئك الذين يمكنهم دفع رسوم عالية والذين تجمعهم اتصالات بالمسؤولين المصريين.

وفي الأشهر الأخيرة، ظهر 3 من أبناء هنية على القائمة، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية التي تديرها “حماس”، فيما يجب على المسافرين الآخرين المرور عبر عملية طويلة لنيل تصريح.

ويُقرّ أحمد يوسف، الذي شغل منصب المستشار السياسي السابق لرئيس المكتب السياسي لجماعة “حماس”، والذي انتقل إلى إسطنبول، بأن الحركة أخفقت في تحقيق مبادئها المعلنة، وقال: “قدمنا أنفسنا جماعة شعبية، وليس حركة نخبوية أو طائفية، وكان ينبغي أن يُلزمنا هذا بمعالجة احتياجات الناس ومشاكلهم بشكل أفضل”.

من جهته، أشار أكرم عطا الله، وهو كاتب عمود قديم في صحيفة الأيام الفلسطينية، وقد انتقل من غزة إلى لندن في العام 2019، إلى أنّ “حماس” حاولت استغلال “ثنائية” كونها حكومة وجماعة مسلحة لصالحها. فعندما تُلام لعدم تقديم الخدمات الأساسية، تزعم أنها جماعة مقاومة، وعند انتقادها لفرض الضرائب، تقول إنها حكومة شرعية.

وقد تفوز “حماس” في أي انتخابات، مع معاناة منافستها الرئيسية جماعة “فتح” من سجل أطول من الفشل، ويُنظر على نطاق واسع إلى المراكز العليا في “فتح” على أنها مليئة بالفاسدين.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن الدعم لـ”حماس” كان 38% مقابل 34% لـ”فتح”. ومع هذا، فقد توقع الاستطلاع أنّ هنية سيفوز بسهولة في السباق الرئاسي.

واستطلعت المجموعة 1270 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية وغزة بهامش خطأ 3 نقاط مئوية.

ويقول  عطاالله إن “حماس” ما زالت قادرة على مناشدة “مشاعر الناس”، لكن تأثيرها السابق على الكثيرين تلاشى، خصوصاً بعد أن اكتشف الناس أن قادتها حادوا عن الخط بحثاً عن الرفاهية.

تقرير أممي: الأدلة تتزايد حول إرسال إيران الأسلحة للمتمردين الحوثيين

بالصواريخ الموجهة وقذائف الـ آر بي جي، تدعم إيران المتمردين الحوثيين في اليمن بحسب تقرير أممي تم إرساله لمجلس الأمن. التقرير تحدث عن أن الأدلة تتزايد حول إرسال إيران الأسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن، واستشهد بأدلة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وبنادق وقذائف آر بي جي، وكلها تحمل علامات تجارية متوافقة مع النماذج الإيرانية الصنع.