أخبار الأن | دبي – الامارات المتحدة

كوفيد-19 هو الوباء الأكثر انتشاراً في العالم، لكن هل تعلمون أنّ ثمّة أمراضاً أكثر خطورةً منه، وحتى الآن لم يجد العلماء لقاحاتٍ لها؟ ليس أمراً مفاجئاً أن تترقب البشرية لقاحاً فعّالاً وآمناً لفيروس كورونا، لكن إذا ما بحثنا في عالم الأمراض والأوبئة، سنجد أنّ ما خُفي أعظم، فالملاريا والسل والإيدز، وربّما غيرها، هي أمراض مازال العلماء يبحثون عن لقاحاتٍ من أجلها، بالرغم من توفّر العلاج.

الأمراض الثلاثة هذه، تمثل مجتمعةً سبباً في وفاة ما يقارب 2.5 مليون شخصاً حول العالم سنوياً، بحسب تقديرات الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل. ويمكن أن تتضاعف الوفيات جرّاء هذه الأمراض العام المقبل، نتيجة انشغال المراكز الصحية في مواجهة العدو العالمي\ كوفيد-19.

الملاريا هو من الأمراض الحموية الحادة التي تنتقل بين البشر من خلال لدغات البعوض، وقد تؤدي للوفاة في الحالات الوخيمة، إذ كان ما يقارب نصف سكان العالم عرضة للإصابة بهذا المرض العام 2018، بحسب موقع ذا كونفيرزيشن الأمريكي.المشكلة التي تحول دون تطوير لقاحٍ للملاريا، وفق موقع ذا كونفيرزيشن الأمريكي، هي أنّ اللقاحات المطورة حتى الآن، لا تستهدف الطفيلي في كلّ مراحل تطوره داخل جسم الإنسان، فمثلاً لقاح Mosquirix، المرخص من قبل شركة GSK البريطانية، يستهدف الطفيلي فقط حتى المرحلة الثالثة من تطوره، ما يجعل نسبة فعاليته أقل من 40%، بمعنى أنه ايضاً لا يوفر مناعة طويلة الأمد.

إضافة لذلك، فالعلماء ما زالوا يبحثون عن لقاح من أجل عدوى المتصورة المنجلية\ أحد أنواع الملاريا المسؤولة عن معظم وفياته على الصعيد العالمي\ بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. هذا النوع من العدوى طوّر مقاومة ضدّ كلّ الأدوية المستخدمة حالياً لعلاج الملاريا والوقاية منها.

إضافةً إلى الملاريا، فمرض السل يُعتبر مسبباً أول للوفاة عالمياً كونه واحداً من الأمراض المعدية، بحسب موقع ذا كونفيرزيشن، وهو ينتقل المرض من شخص إلى آخر عبر بكتيريا تنتشر عبر الهواء وتستهدف الرئتين.

كما أنّ نحو ربع سكان العالم يعانون من مرض السل الكامن غير المعدي، والذي لا يُظهر أيّ أعراض على المصاب، لكن هذا النوع من المرض قد ينشط لدى 5 إلى 15 في المئة من الأشخاص المصابين.بشكل عام، يمكن علاج مرضى السل باستخدام الأدوية المضادة للميكروبات، لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا المرض قابل لتطوير نفسه، ما يمكّنه من مقاومة المضادات، وقد يكون ذلك سبباً رئيسياً للوفاة، وهو الأمر الذي يشكل مصدرَ قلق للصحة العامة. وهذا ما حصل في استخدام لقاح BCG الوحيد المرخص، لكنّه لم يظهر فعاليةً في السيطرة على السل في مراحله المتطورة.

ويعمل العلماء حالياً على تطوير لقاحات لمنع العدوى من البداية، وأخرى لمنع تطوّر المرض لدى الأشخاص المصابين بالسل الكامن. إلى جانب الأمراض الأخرى، هناك نحو 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز في كلّ أنحاء العالم اليوم. وهذا الفيروس يستهدف جهاز المناعة، ويضعف أنظمة الوقاية والدفاع الخاصة بالأفراد.لا يوجد لقاح علاجي أو وقائي ضد هذا المرض، لكنّ الأطباء يستخدمون العلاجات المضادة للفيروسات للتحكم به، إلا أنّ نحو 20٪ (7.6 مليون) من المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لا يمكنهم الحصول عليها.

الجدير ذكرُه، أنّ الباحثين الذين يقومون بتحديد لقاحات وعلاجات COVID-19 وتطويرها، لا شكّ أنهم يستخدمون خبرتهم السابقة في تطوير لقاح فيروس نقص المناعة البشرية، وسط أمل بأن يخالف فيروس كورونا اليوم، الأمراض المستعصية الأخرى في إطار العثور على اللقاح المنشود، كون المخاطر الصحية التي يواجهها العالم بسبب كورونا، وغيرها من الفيروسات والأمراض، جسيمة وتداعياتها خطيرة. التحديات أمام العلماء والباحثين كبيرة، ومن هنا، فالوعي لهذه المخاطر أمرٌ في غاية الأهمية.