أخبار الآن | القامشلي – سوريا (خاص)

تعمل “نجبير اسماعيل” ابنة الـ 26 داخل مركز طبي مخصص لتصنيع الاطراف الصناعية، وهي تنحدر من مدينة المالكية ولكن بسبب طبيعة عملها، قررت الانتقال الى مدينة القامشلي للبقاء هناك.

بدأت عملها منذ عام 2015 وهي كانت من مؤسسي ذلك المركز ليتلقى بعدها دعماً من الادارة الذاتية في المنطقة ومن منظمات دولية اخرى لكونه يتميز بتجهيز اطراف صناعية مجانية وبكافة الانواع.

هذه الفتاة ليست كغيرها من زملائها في العمل، فقبل بدئها بعمل تجهيز الاطراف هي ايضاً فقدت أحد اطرافها بسبب خوضها لمعارك ضد تنظيم داعش وجماعات متطرفة.

في اواخر عام 2014، كان تنظيم داعش في بدايات ظهوره وحينذاك كانت الشابة نجبير، مقاتلة في وحدات حماية المرأة قبل ان يتحول الى جزء من قوات سوريا الديمقراطية، في معركتها الاخيرة ضد تلك المجموعات.

نجبير قالت لـ “أخبار الآن“: “تلك المعركة كانت الاخيرة بالنسبة لي، كنا نخوض حرباً ضد تلك الجماعات الارهابية بالقرب من الحدود العراقية.”

واضافت، “استمرت الاشتباكات لأكثر من يومين في قرية جزعه جنوب شرق مدينة القامشلي والتي لا يبعد كثيراً عن الحدود العراقية. ثم تمت محاصرتنا هناك داخل احدى المدارس لساعات، حتى فقدت حينها رجلي اليسرى نتيجة الاشتباكات التي دارت بيننا.

وأردفت: “إن فقداني لرجلي كان دافعاً كبيراً لي للمشاركة بمساعدة الاشخاص المحتاجين لأطراف صناعية. لأن لحظات السعادة عند الحصول على رجل او يد صناعية هي لحظات لا يشعر بها احد غيري في المركز”.

وتحرص الشابة نجبير على آداء تلك الاطراف من خلال زياراتها الدائمة لأصحابها.

أيضاً “مريم ابراهيم” وهي فتاة في الـ 8  من عمرها، حصلت على رجل صناعية اثر حادث سير تعرضت له، وبسبب عمرها فان جسمها ينمو في الطول والحجم، فقررت نجبير تفقد حالتها بعد تركيب رجل لها لأكثر من نصف سنة.

الطفلة مريم تحدثت لـ “أخبار الآن“: لا أشعر ابداً باي فقدان في جسدي، وما زلت اتابع دراستي واقضي معظم وقتي مع الاصدقائ في الخارج”.

مسؤولون آخرون في المركز الطبي، أفادوا بأنهم قد صنعوا حتى الان اكثر من 5500 طرف صناعي لمختلف الاشخاص، من اطفال ورجال ونساء. واضافوا: “اننا نسعى للحصول على اجهزة اكثر تطوراً لتسهيل عملنا والتخفيف من الجهد اليدوي الذي يرتكز عليه صنع الاطراف.”