أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي) 

بدأ المحتجون في ساحة التحرير ببغداد وساحات الاحتجاج الأخرى تحضيراتهم لإحياء الذكرى الأولى لانطلاق احتجاجاتهم التي أثمرت عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي المُسيطر عليها من قبل إيران.

ففي الأول من تشرين الأول/أكتوبر تُصادف الذكرى الأولى لأكبر احتجاجات يشهدها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية، خاصة وأنها جاءت في وقت يُسيطر فيه السلاح على الدولة ويقوض كل جهود لفرض القانون.

ومع اقتراب موعد الذكرى الأولى بدأ الشباب بإعادة الرسوم إلى جدران ساحة التحرير وبدأوا بغسل الشوارع، وجهزوا صور المحتجين القتلى والمختطفين، ورفعوا هاشتاغ #تشرين_الصمود_تعود

في هذا الهاشتاغ استذكر المحتجون “شهداء” الاحتجاجات، صفاء السراي، عمر سعدون، أمجد الدهامات، رهام يعقوب، وغيرهم، كما طالبوا بمعرفة مصير المختطفين سجاد العراقي وعلي جاسب وآخرين.

الاحتجاجات العراقية تتجدد.. هتافات ضد إيران والسلاح والفساد

رسومات لناشطين عراقيين تم اغتيالهم

يقول وعد الحمداني وهو أحد المحتجين لـ”أخبار الآن“: “سيكون الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2020 مجرد استذكار للاحتجاجات، وأشبه بالمهرجان الذي سنُحيي فيه شجاعة الشهداء والأبطال من اخوتنا الذين قتلتهم القوات الأمنية والميليشيات”.

ويضيف: “الإنطلاقة الحقيقية ستكون في الخامس والعشرين من ذات الشهر، حيث سنُعيد رفع مطالبنا بقانون انتخابات عادل والقضاء على الميليشيات والتخلص من النفوذ الإيراني، وسنرفع مطالب تتعلق بمحاسبة الفاسدين والقتلة”.

سيؤجل المحتجون احتجاجاتهم نهاية الأسبوع الحالي بمناسبة أربعينية الإمام الحسين، ثم سيعودون في الخامس والعشرين من الشهر وهو اليوم الذي شهد صِدامات كبيرة بينهم والقوات الأمنية وعناصر من الميليشيات وسط بغداد عام 2019.

يعتبر المحتجون أن الأشهر الماضية لم تشهد تحقيق أي من مطالبهم ويعتبرون حكومة مصطفى الكاظمي محاولة للالتفاف على أهدافهم التي لا تكتفي بتغيير الحكومة ورئيسها، لذا يعتقدون بأنهم قد يرفعون شعارات تتعلق باسقاط النظام.

وتقول علياء البغدادي لـ”أخبار الآن” وهي واحدة من المحتجين، إن “سقف مطالبنا سيرتفع لأننا لم نلمس أي تغيير ولم نلمس أي تعاون من قبل الحكومة، كما أن الأحزاب السياسية بقيت تمتص دماءنا وتنال منا بكل الطرق، لذا فإن طريقنا هذه المرة قد يكون أصعب”.

وتشير إلى أن “تجدد الاحتجاجات ليس ترفاً، أو مناسبة نُحييها ومن ثم نعود إلى منازلنا، نحن مصممون على خوض تجربة أكبر من تلك التي خضناها، فما زلنا أقوياء بل زادت قوتنا”.

لم تنجح حكومة الكاظمي التي تضم مستشارين مؤيدين للاحتجاجات من الكشف عن قتلة المحتجين، ولم تعمل على تحرير المختطفين، وهو ما وضعها بالنسبة للمحتجين ضمن قائمة الحكومات التي “وقفت ضد إرادة الشعب”.

وفي محافظات الوسط والجنوب تجري ذات الاستعدادات التي تجري في بغداد، وبدأ المحتجون هناك بربط احتجاجاتهم بثورة الإمام الحسين، ورفعوا رايات وأعلام وتوجهوا إلى كربلاء بالتزامن مع ذكرى إحياء أربعينية الإمام الحسين.

يُحاول المحتجون من خلال ذلك الحصول على تأييد وحشد أكبر من الناس لدعم حراكهم، في وقت تسعى أحزاب وميليشيات موالية لإيران لاجهاض الاحتجاجات بأي طريقة.

تعتبر إيران هذه الاحتجاجات بمثابة تهديد لها، لذا عملت وسائل الإعلام الممولة منها طيلة الـ12 شهراً الماضية على تشويه صورتها والنيل من المحتجين وتوجيه اتهامات لهم بالعمالة إلى دول أخرى، لكن هذا لم يمنعهم من المواصلة وتجديد الاحتجاجات.