أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نوال مسيخ)

انطلقت اليوم امتحانات شهادة البكالوريا في الجزائر، التي يترشح لها هذا العام أكثر من 637 الف مترشح في دورة استثنائية جدا، ليس لكونها تجرى في زمن كورونا ولكن لأن عقوبات غير مسبوقة تسلط على كل من تسول له نفسه الغش أو تسريب الإمتحانات.. عقوبات تصل للسجن.

  • الجزائر بدون إنترنت

صدم الجزائريون سنة 2018 حين قطعت السلطات خدمة الانترنت بحجة منع طلبة البكالوريا من الغش في الامتحانات … في البداية كذب كثيرون الخبر واعتبروه مجرد إشاعة، لكنهم سرعان ما تأكدوا حين عزلت الجزائر عن العالم إلا بخطوط خاصة وبامكانيات شبه ضئيلة … ما اضطر عدد منهم للإستعانة بكاسر الحظر ” في بي آن “، فيما عدد كبير ظل مقطوعا عن العالم طيلة فترة امتحانات البكالوريا.

قطع الإنترنت لمنع الغش في الإمتحانات والمحافظة على مصداقية الشهادة الجزائرية، مبرر لم يقنع الكثير من الجزائريين، وردوا بالتساؤل  بخصوص باقي القطاعات وما تتكبده من خسائر جراء تعطل أنشطتها خلال فترة تقارب الأسبوع؟ كما تساءل أولئك غير المعنيين بامتحانات البكالوريا … ما علاقتنا وما ذنبنا؟ … لكن يبدو أن كل تلك التساؤلات وموجة التذمر والرفض لم تغير رأي السلطات في الحل الذي تراه سحريا لمنع الغش … بل حولته لتقليد سنوي، فاليوم أيضا قطعت الانترنت على الجزائر.

  • السجن للغشاشين … في سابقة أولى من نوعها

ذكر بيان لوزارة العدل الجزائرية يوم السبت أنه ” في يوم 8 سبتمبر قضت محكمة الجنح بقالمة (شمال شرق) على المتهم ب. ل وهو طالب بالثانوية بعقوبة سنة حبسا نافذا و100 ألف دينار غرامة (660 يورو) نافذة بعد إدانته بنشر الإجابة المتعلقة بامتحان اللغة العربية على صفحة فيسبوك الخاصة به “.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن المحاكم الجزائرية شرعت في “إصدار أُولَى عقوبات الحبس” بسبب ارتكاب وقائع تتعلق ب”تسريب” مواضيع شهادة التعليم المتوسط ونشر الأجوبة عنها و”الغش بشأنه ”  حسب ما أفاد به بيان لوزارة العدل .

وكانت الجزائر أخضعت قانون العقوبات إلى تعديلات في نيسان/أفريل دخلت حيز التنفيذ قبل أيام مع امتحانات  شهادة التعليم المتوسط التي جرت في الفترة ( 7 و8 و9 أيلول/سبتمبر  ) .

وأوضحت وزارة العدل أن فرق مكافحة جرائم المعلوماتية المنتشرة عبر البلاد ” تمكنت من تحديد هوية العديد من الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالا مماثلة “، وتعمل نيابات الجمهورية على توقيفهم الوجوبي وتقديمهم أمامها والمطالبة بتسليط أقصى العقوبات في حقهم.

  • ملاحقة الطلبة متواصلة

تواصل السلطات الجزائرية ملاحقة مسربي الإجابات للامتحانات المصيرية، وفي هذا الإطار نقلت وكالة الانباء الجزائرية أنه تم ضبط المدعو ( ب. ب .ع) من قبل رجال الشرطة بولاية الجلفة بعد أن نشرأسئلة  مادة اللغة العربية. كما تعرفت مصالح محاربة الجريمة المعلوماتية بتسمسيلت على كل من (ق .م. إ) الذي قام بنشر موضوع امتحان اللغة العربية في موقع التواصل الاجتماعي والمدعو ( ب. ع. د .م) الذي نشر موضوع امتحان اللغة الإنجليزية. وفي بلدية بكارية ( تبسة) تم التوقيف تحت النظر المدعو ( ش .م .أ) وهو طالب جامعي، بسبب نشره موضوع اللغة العربية، كما جرى ضبط المدعو ( ف .ع .ر) بغرداية وهو يتلقى رسائل نصية متعلقة بمادة الرياضيات أرسلت من طرف شقيقته إلى هاتفه النقال، وسيسمح التفتيش الإلكتروني بتحديد جميع المسؤوليات. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن ذات المصدر  أن ” التحقيقات متواصلة بكل جد ” قصد التعرف وتوقيف جميع الذين تتوفر ضدهم قرائن على ارتكابهم مثل هذه الأفعال وإحالتهم للمحاكمة طبقا للأحكام الجديدة الصارمة التي تضمنها التعديل الوارد في 28 أفريل 2020، على قانون العقوبات التي ينص عليها إلى السجن لمدة 15 سنة وغرامة قدرها مليون و500 ألف دينار.

بقطع الإنترنت والسجن تكون الجزائر قد تميزت عن باقي البلدان التي تشهد بدورها عمليات غش في مختلف الامتحانات … فهل ستتمكن السلطات الجزائرية من كبح جماح الغش بهذه الخطوات ؟ .