أخبار الآن | البصرة – العراق (رويترز)

يشق جامعو القمامة في البصرة طريقهم إلى مكب النفايات الرئيسي في المدينة، متحدين إجراءات العزل العام الهادفة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويأتي جامعو القمامة والنفايات إلى المكب في مجموعات، رجال وأبناء، إخوة وأخوات، وكثير منهم أطفال.

ولا يضعون سوى قطعة من القماش حول وجوههم للحماية من الأبخرة السامة، ويبحثون عن عبوات البلاستيك، والقصدير، والمعدن، والزجاج. باختصار فإنهم يبحثون أي شيء يمكنهم إعادة بيعه.

وقال محمود إبراهيم، وهو أحد الباحثين وسط القمامة ويبلغ من العمر 40 عاما ويعمل في مكب النفايات منذ 10 سنوات، إن جامعي النفايات يدركون جيداً مخاطر الوباء لكنهم لا يملكون وسائل أخرى لكسب قوتهم ويضطرون الى مواجهة المرض لتجنب الجوع.

وقال “أنا أول رجل من بين الأشخاص الذين يركضون وراء عيشهم. هذا (مشيرا إلى أحد أطفاله) يساعدني على كسب قوتي. وما أحصل عليه من المال سيساعدني على العيش. إذا حصلت على 10000 دينار عراقي (8 دولارات)، سأعود إلى المنزل لأجلس مع زوجتي. كما ترون هذا هو طفلي الوحيد الذي يساعدني”.

وقال جامع نفايات آخر، هو حسين طاهر، إن قوات الأمن تحاول على الدوام إقناعهم بالبقاء في منازلهم. لكنهم في نهاية الأمر، يسمحون لهم بالمرور، نظرا لأنهم لا يملكون مصادر بديلة للدخل.

وأضاف “نحن نعلم جيدا أن هناك فيروس كورونا وأمراضا أخرى، لكننا مضطرون للمجيء إلى هنا. الشخص الذي يجلس في المنزل، لا أحد يعطيه المال ليعيش. ليس لدينا رواتب. لا شيء لدينا بالله. لدي ثلاثة أطفال ولا أحد يساعدني.”

وتعيش نحو 500 أسرة على جمع نفايات في البصرة الغنية بالنفط في جنوب العراق. ويتحصل جامعو النفايات على ما بين 8 إلى 15 دولارا أمريكيا في اليوم. وتفرغ حوالي 400 شاحنة حوالي 1200 طن من القمامة في مكب النفايات كل يوم.

وكان المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي قال في وقت سابق من هذا الشهر إن 20 في المئة من السكان يعيشون حاليا في فقر وإن من المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 30 في المئة هذا العام نظرا خروج الناس من العمل بسبب الأزمة.

ولا يزال انخفاض أسعار النفط، الذي يمثل كل إيرادات العراق تقريبا، يضغط على الاقتصاد.

وسجل العراق حتى الآن 2767 إصابة بالفيروس، بينها 109 حالات وفاة. وخففت الحكومة مؤخرا القيود على الحركة خلال النهار وسمحت لبعض المتاجر بإعادة الفتح.

إقرأ أيضا:

طفل يبتكر “كمامة ورقية” لتفادي فيروس كورونا في مخيمات النازحين السوريين