أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

لا يُعرف سوى القليل عن زعيم داعش الجديد. هدف داعش في هذه المرحلة هو ملئ فراغ السلطة بعد قتل البغدادي. سيحاول الزعيم الجديد السيطرة على البنية التي خلفها البغدادي. في المقام الأول، من المرجح أن يحدد ذلك المرحلة المقبلة لداعش.

قبل مدة ِ قرن ٍ على الأقل، توقفت المحاكم في البلدان الإسلامية عن تدوين من هم من نسل النبي محمد “عليه الصلاة والسلام”، وبالتالي فإن مزاعم داعش حول زعيمها الجديد كونه قُريشي لا تتمتع بأي مصداقية.

ومع ذلك، فإنه من المرجح أن يكون زعيم داعش الجديد عراقياً، هذا لأن أبو بكر البغدادي أسس وخلّف وراءه تنظيماً لا يثق بغير العراقيين، ويقلل من دور أي من أفراد داعش غير العراقيين.
الداعشي غير العراقي كان دائمًا على يقيناً بهذه الحقيقة.

إذا كان غيرُ العراقيين يأملون أن تتغير الأمور بعد موت البغدادي، فسيخيب أملهم.

ستكتشف فروع داعش العالمية وشبكات التمويل والتجنيد والدعم قريبًا أن رحيل البغدادي لا يغير شيئًا وسيظل العراقيون يسيطرون على التنظيم، والذين يريدون أن يتحكموا بالأجانب كأحجار الشطرنج فقط.

اتخذ البغدادي والمافيا العراقية الحاكمة في داعش تدابيرَ لضمان ألا يصبح الأجانب مؤثرين داخل التنظيم.

شقيق البغدادي؟

في أحدث مقطع للبغدادي، يُعتقد أن شقيق البغدادي جمعة كان أحد الرجال الملثمين الذين ظهروا في المقطع.

هل يمكن أن يكون الزعيم الجديد “أبو إبراهيم” هو شقيق البغدادي جمعة؟ حتى لو لم يكن كذلك، فلا شك أن البغدادي ترك أدوات قوية في يد أخيه لكي يتمكن من الاستمرار في السيطرة على داعش لفترة طويلة.

إنه أمر خطير أن تكون أجنبياً في داعش

إن عدم ثقة داعش ورفضها لأجانبها أمرٌ موثقٌ جيدًا، إذ أنه تم إعتقال وإعدام كثير من قادة داعش الأجانب من أصحاب النفوذ بما في ذلك:

أبو بكر القحطاني

تركي البنعلي

أبو مالك التميمي (أنس نِشوان)

أبو يعقوب المقدسي

أبو عبد البر الكويتي

أبو عمر الشيشاني

أبو حفص الجزراوي

أبو محمد المصري

ليس هؤلاء فحسب، إذ إنه يشتبه أيضًا في أن المافيا العراقية في داعش قامت بالقضاء على المهاجرين المشهورين في ظروف غامضة وهم مغني الراب الألماني ديزو دوج (أبو طلحة الألماني)، والمواطنين البريطانيين محمد العِموازي (الجهادي جون) وجُنيد حسين، حتى أفراد داعش السوريين لم يسمح لهم بالإرتقاء.

لقد كان تطورًا دراماتيكيًا بالنسبة للبغدادي الذي لجأ أخيرًا إلى سوريا، خلال فترة حكمه، لم يُسمح للسوري من داعش لَعبَ دور حاسم داخل التنظيم لفترة طويلة، وعندما بدأ السوريون مثل المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني، لعب دوراً مهماً، ساعد أفراد داعش العراقيين في الترتيب للتخلص منهم والقضاء عليهم.

أساليب البعث المستخدمة ضد تمرد داعش

حاول بعض أفراد داعش غير العراقيين البارزين مثل أبو معاذ الجزيري الإطاحة بالبغدادي، لكنهم فشلوا في مواجهة القمع الوحشي من قبل العراقيين في التنظيم.
تم إعدام القادة الأجانب أمثال أبو يعقوب المقدسي و أبو حفص الجزراوي وأبو محمد المصري.

كان هذا الظلم والاضطهاد للأجانب في داعش من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت عدداً كبيراً من المهاجرين للاستسلام لقوات التحالف بدلاً من الموت من أجل مافيا عراقية لا ترغب حتى بوجودهم.

أياً كان الزعيم الجديد لداعش، فسيكون المدافع الأول عن هذه المافيا العراقية، وأقوى فصيل داخل هذه المافيا العراقية هم التركمان من تلعفر بقيادة الحاج عبد الله قرداش، المعروف أيضًا باسم عبد الله التركماني، وهو أمر مستبعد أن يسمح التركمان لأي فصيل آخر أن يحظى بمكانة بارزة داخل داعش.

مات البغدادي دون حل نزاع الفتوى

أحد أكبر التحديات التي واجهت البغدادي خلال حكمه كان الخلاف حول التكفير، إذ إن التنظيم منقسم حول ما إذا كان التكفير إلزاميًا أم لا، ولقد اعترف البغدادي بهذا الإنقسام ومدى أهمية هذه المسألة، لكنه لم يستطع حلها.

إنها لعبة سلطة بعد كل شيء

بعيدا ًعن أي أيديولوجية، القضايا العملية كتقسيم الغنائم والصراعات على السلطة ميزت فترة حكم البغدادي. لم يتم حل هذه المسائل أبدا، وبقيت سببا باعثاً على الانقسام.

في التحليل النهائي، فإن حكم داعش يتعلق بتحديد من يسيطر على الأموال، والذي يقرر من هم الأشخاص الذين يجب قتلهم.

المؤيدون تحت خطر أكبر

نعم، يهيمن العراقيون على داعش، لكنه يستخدم الآخرين كجنود مشاة ٍ مستهلكين. يعتمد أيضًا على الدعم المالي واللوجستي من قبل المتعاطفين معه.

الطريقة التي تم فيها القبض على البغدادي وقتله كانت صادمة بالنسبة لشبكة الدعم هذه.

بالفعل إنهم غير راضين عن معاملة داعش لغير العراقيين، ولن يكون أمراً مفاجئًا أن شبكة الدعم لم تعد ترغب بتقديم مزيد من المساندة لزعيم عراقي جديد.

 

عبر الأقمار الصناعية من العاصمة الأردنية عمان الأستاذ حسن أبو هنية الخبير في الجماعات الإرهابية..

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

المرجع الكامل لتاريخ داعش الدموي: منذ الولادة إلى السقوط