أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل)

الوضع في مناطق مخيمات و سجون داعش الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية حرج للغاية. إذا قام داعش بأي محاولة لتحرير مقاتليه وعائلاتهم من السجون والمخيمات، سوف يموت المئات من الناس. في تحليلنا سوف نوضح لماذا لن يتردد داعش في التسبب في حمام دم بين عائلاته.

لطالما كان تنظيم داعش متعدد الطبقات. حيث كانت هناك الطبقة العليا، ويأتي بعدها الجميع. المجموعة الثانية تعتبر قابلة للإستهلاك تماماً عند تنظيم داعش. هم وقود النار. و لا بد أن داعش الآن يراقب بفارغ الصبر التوتر الحاصل بين تركيا و الأكراد السوريين. فإذا قامت تركيا بالدخول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، فسوف يكون من شبه المؤكد أن داعش سيحاول الاستفادة من الصراع الذي تلا ذلك.

إذا نجحت عملية تحرير المقاتلين وعائلاتهم من السجون و المخيمات، فلن يكون هناك أي مكان يستطيع هؤلاء الهاربين الذهاب إليه. فبعد أن قامت داعش بتهديد تركيا، لن يستطيعوا الذهاب إلى تركيا بعد الآن. و إذا حاولوا الفرار إلى صحراء سوريا و العراق، فلن يكون هناك سوى كوارث جديدة مثل ما حصل في الباغوز.

وبذلك يتبقى هناك سيناريو واحد فقط، و هو أن داعش سيحاول استخدام محاولة الاقتحام لكي يتخلص من مئات الأفراد من عائلات مقاتليه. و هذا سوف يكون له عدة فوائد لأفراد الطبقة العليا من داعش الذين يختبؤون تحت الأرض.

ففي نهاية المطاف، كل هؤلاء الأشخاص الموجودون في المخيمات ليسوا بتلك الأهمية بالنسبة لهم. لم يتردد داعش أبداً في هدر رجاله، ويمكن أن يفعل الشيء نفسه مع العائلات ويحاول استخدام حمام الدم الناتج عن الإقتحام للدعاية.

يبقى لدى العائلات الموجودة في المخيمات الاختيار بين أمرين: إما أنهم سوف يدركون أنهم عوملوا معاملة إنسانية من قِبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف وأن ينتظروا صدور قرار لحالتهم، أو أنهم سوف يستمعون إلى داعش ويصبحوا وقود النار لفتنة التنظيم.

Photo source: Gettyimages

اقرا: عائلات داعش في مخيم الهول، هل يرفعون علم موتهم؟