أخبار الآن | مصر (وكالات)
رد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية على الكلمة المرئية لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري، والتي تناول فيها أحكام الشريعة وفق منظوره والمآلات التي نجمت عن التحاكم إلى غير منهج التنظيم.
وقال المرصد إن كلمة الظواهري توضح عدة دلالات بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، فثمة علاقة بين الجماعة والتنظيم أشبه ما تكون بعلاقة «الشجرة والثمرة، وأن الظواهري يعمل على وصم خصومه من الجماعات الإرهابية بالتعامي عن الواقع، وإنهم يقولون بفتاوى لا أصل لها في الشرع.
وأكد المرصد في بيان، الأحد، أن زعيم التنظيم الإرهابي يعمل على تعليق سفك الدماء والخسائر المادية التي تجرعها المسلمون على مدار العقود الماضية إلى البعد عن منهج تنظيمه، وليس للعمليات الإرهابية التي قام بها عناصر الإخوان ضد أجهزة الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن كَمَّ العنف الممارس من قِبل أعضاء وأنصار الإخوان لم تكُن كافيةً، والمطلوب هو زيادة العنف والعمليات المسلحة والتفجيرات ضد مؤسسات الدولة الوطنية، ليتمكن التنظيم الإرهابي من تحقيق مآربه في الوصول للسلطة.
وكشف البيان، الذي بثته منصة تنظيم القاعدة الإعلامية «مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي»، عن علاقة تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان المسلمين، حيث انتقد الظواهري موقف الجماعة من الديمقراطية والانتخابات وإصرارهم على المشاركة فيها للوصول إلى الحكم وتحقيق الهدف الذي يجمعهم معًا «تحكيم الشريعة» -وفق فهمهم للشريعة وآليات تحكيمها-، فينكر الظواهري موقف الإخوان وإصرارهم على الدخول في الانتخابات ويذكرهم بموقف مؤسس الجماعة الذي خاض تجربة الانتخابات مرتين وفشل، فتراجع عن الفكرة وطالب بالتحاكم للشريعة ويقول: «منذ أن قرر حسن البنا -رحمه الله- دخول الانتخابات فأُسقط فيها لمرتين، ما زال هؤلاء يصرون على أن يعيدوا دورات العبث والفشل حتى بعد أن اعترف حسن البنا -رحمه الله- بفشله وطالب الأمة بأن تخوض مع حكامها معركة المصحف، ما زال مَن ينتسبون له يغولون في هذا المستنقع»، وهو الأمر الذي يشير صراحة إلى أن المنهج الذي أسسه البنا وسار عليه أنصاره من بعده، هو نفسه الحاكم في تنظيم القاعدة منذ نشأته وحتى اليوم.
وأوضح المرصد أن ما جاء به زعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري» من ادعاء بأن القوانين الوضعية لا تتماشى مع منهج الشريعة، أمر مردود عليه بأن الدين الإسلامي قد أجاز الاجتهاد والتشريع لينظم الإنسان أمور دنياه، كما أن خطاب الظواهري يعتمد على الخطاب التكليفي المتعلق بالأوامر والنواهي الشرعية المباشرة من دون النظر في حق الإنسان في الاجتهاد، ويتضح ذلك في قوله: «الطبيعة القذرة للعمل السياسي في ظل الدساتير العلمانية».
وذكر أنه بالإضافة إلى ما سبق توضح الكلمة معنًى صارخًا لدى الظواهري، وهو حرصه على تبجيل حسن البنا والدعاء له، فلم يذكر اسمه إلا وقال «رحمه الله»، ما يعني عند هؤلاء المتطرفين الاعتراف الضمني بالبنا كمؤسس لفكرة موقن بها، فالمتطرفون والإرهابيون لا يعترفون بالاختلاف والتنوع وإنما لديهم نظرة ضيقة متشددة للدين والحياة.
اقرا ايضا