أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( تحليل ) 

ما  الذي دفع  بالجولاني الى الخروج بتسجيل صوتي ؟ ما  الذي يجعله الى الدعوة  للمصالحة ؟ هل استشعر فعلا  بالخطر نتيجة  ممارساته  السابقة  ؟

محاولات  الجولاني على  ما  يبدو  مكشوفة  وأكبر دلالة على أن جولاني لا يزال يحتضن أيديولوجية القاعدة المتطرفة بغض النظر عن انتمائه "السري" أو العلني مع أي شخص أو كيان هو ميله للقتل بلا رحمة والقضاء على الأصدقاء والأعداء على حد سواء. يعتبر هذا مبدأ أساسيا من مبادئ القاعدة، وهو سياسة التخويف والإكراه والاغتيال، ولهذا السبب تدمرالجماعات المتطرفة نفسها. لقد خان الجولاني المعارضة السورية من خلال اعتدائه على أحرار الشام ونور الدين زنكي وغيرهم، وقد أدى هذا العدوان إلى إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالمعارضة السورية واطلق يد  النظام السوري وحلفائه الروس .

الجولاني لم يغادر القاعدة ابدا فهو يرى نفسه أهم من الظواهري

الأهم من هذا كله أن الأزمة الأخيرة كشفت بشكل فاضح، أو بالأحرى  اكدت  أن جولاني وعطون وشركائهم كانوا يغتالون أعضاء فعالين  من القاعدة من أجل إسكات معارضيهم 

وتجدر الاشارة الى ان الازمة الاخيرة  قام بها المسؤول الشرعي في هيئة تحرير الشام عبد الله محيسني الذي استقال بعد ان تم الكشف عن طريق تسجيلات مسربة ان الجولاني كان يحاول اغتياله، وغيرهم من المسؤولين الشرعيين الذين رفضوا اعتداء الجولاني على أحرار الشام والمعارضة السورية.

اتساع الخلاف بين مؤيدي الظواهري والجولاني تعكسه تطورات ادلب

ويبدو الآن أن الجولاني وعطون أيضاً وراء عدد كبير من الاغتيالات "الغامضة" التي ارتكبت ضد أعضاء هيئة تحرير الشام في قلب ما يسمى ملاذهم الآمن في مدينة إدلب السورية. وفي منتصف أيلول / سبتمبر وحده، اغتيل ما يصل إلى خمسة من قادة القاعدة في إدلب ليشملوا القضاة المتطرفين أبو سليمان المغربي وأبو يحيى التونسي، وتم اغتيال ما لا یقل عن 10 افراد  من المستوى الأدنی والمتوسط في إدلب خلال الشھرین الماضیین. وليس من قبيل المصادفة أن هؤلاء الأفراد قد اغتيلوا قبل وقت قصير من تأزم الأمور بين الجولاني وكبار القادة، بل كان من الواضح أن الجولاني كان يتخلص من منافسيه لإسكات المعارضين استعداداً لمواجهته المفتوحة مع كبار قادة القاعدة. وكان الجولاني ساعياً في طريقه لإسكات القادة الكبار مثل أبو جليب و سامي العريدي وغيرهم، ولكن شخصياتهم المؤثرة ورفيعة المستوى جعلت من الصعب جداً التغلب عليهم، وكان على الظواهري الخروج من مخبئه لإنقاذ أعناقهم. وفي حين أن الجولاني ربما أطلق سراح هؤلاء الأفراد لمواجهة التقارير الإعلامية، إلا أن لا أحد يعلم ما الذي سيحدث في المواجهات المقبلة إذا ما استعاد الجولاني السلطة  المطلقة .

 

من القاهرة  د. عمار علي حسن خبير جماعات متشددة 

 

الجولاني محتال مصاب بجنون العظمة

انفصال النصرة عن القاعدة كان خدعة رخيصة