أخبار الآن | باريس – فرنسا – (وكالات)

أكد تقرير صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن تنظيم داعش عاد لتنفيذ استراتيجية زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي، خاصة عقب الهزائم التي مني بها في الموصل وتلعفر.

وتحدثت الصحيفة في تقرير لها عن سلسلة الهجمات التي نفذها داعش في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن التنظيم سيعمد إلى الانتقام من خلال مضاعفة عدد هجماته الإرهابية، بما في ذلك الهجمات الانتحارية وعمليات الاختطاف.

وبينت الصحيفة، أن أعداد أفراد التنظيم قد انخفض بشكل حاد، ولم يعد البغدادي يحظى إلا بعدد قليل من كبار المسؤولين المحيطين به، ووفقا لوثائق عَثرت عليها أجهزة الاستخبارات العراقية في الفترة الأخيرة، تبين أن هذه الحفنة من المسؤولين تشكل "لجنة الوكلاء" التي تعد بمنزلة مجلس الوزراء للبغدادي، وتتكون هذه اللجنة من ثلاثة عراقيين واثنين من الأجانب.

 وقالت الصحيفة، إن مسلحي داعش عمدوا إلى مضاعفة الهجمات منذ هزيمتهم في "عاصمتهم" المزعومة الموصل خلال شهر تموز/يوليو الماضي، حيث بات منهج التنظيم أشبه بسنوات أبو مصعب الزرقاوي الدموية في العراق.

ونقلت الصحيفة عن الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتخصص في شؤون الجماعات الارهابية قوله، إن "تفجير الناصرية هو بمنزلة العودة للدعاية المتطرفة أيام الزرقاوي، وفي ظل هذا الوضع، يبدو أننا في طريقنا إلى دخول مرحلة جديدة، سيعمد خلالها داعش إلى الانتقام عقب الخسائر التي مني بها، وذلك من خلال مضاعفة عدد هجماته الإرهابية، بما في ذلك الهجمات الانتحارية، وعمليات الاختطاف"، بحسب الهاشمي.

واوضحت لوفيغارو، انه "وفقا لقيادات التنظيم، يجب أن تجسد أعمال العنف المتكررة السنوات الدموية لعهد الزرقاوي، وتحديدا سنتي 2005 و2006، حيث كان العراق غارقا خلال تلك الفترة في حرب أهلية؛ وكان أبو مصعب الزرقاوي محركها الرئيسي".

وأوردت الصحيفة على لسان الباحث حسين علاوي، أن "الأمر الأكثر إثارة للمخاوف يتمثل في استخدام تنظيم داعش للكلور والشاحنات خلال تنفيذ هجماته في الأسواق، وهي كانت معتمدة أيضا خلال أيام الزرقاوي".

وأضاف أن مثل هذه الهجمات الوحشية من شأنها أن تبث الرعب في صفوف العراقيين، في حين لا تزال أجهزة الاستخبارات العراقية تواجه صعوبة في العثور على مختبرات التنظيم، حيث يخزن المواد الكيميائية"، وفق الصحيفة.

وحسب الهاشمي، فإن "البغدادي لم يعد الزعيم التنفيذي لعمليات داعش، حيث نأى بنفسه عن الساحة، من أجل ضمان بقائه على قيد الحياة، كما يتمثل الهدف من تحصين البغدادي في ضمان بقاء داعش واستمراره، في حال أخذ التنظيم يختفي ويتلاشى في ساحة المعركة".

وبين أن "البغدادي اصبح في تبعية تامة للجنة الوكلاء في الوقت الحالي، لكن بات التواصل بينه وبين المسؤولين المحيطين به شبه مستحيل في الفترة الأخيرة".

ووفقا لما أكده حسين علاوي أنه "يبدو أن هناك نوعا من الخلافات والنزاعات بين القادة العراقيين والقادة الأجانب، المكونين للجنة الوكلاء".

وبات تنظيم داعش يحاول في الفترة الأخيرة تجميع قواه من جديد، خاصة عقب الهزائم التي مني بها في الموصل وتلعفر.

 

معنا من بغداد  د.هشام الهاشمي خبير الجماعات المتشددة 

 

اقرأ أيضا:
جهود يبذلها الأهالي لبناء ما دمره داعش في الطبقة

الحياة تعود الى طبيعتها في الحويجة بعد تحررها من داعش