أخبار الآن | درعا – سوريا (محمد الحوراني)

نهاية العام الماضي أرسل العميد "وفيق ناصر" رئيس فرع الأمن العسكري رسالة إلى اهالي بلدة محجة شمال درعا مفادها العمل على مصالحة شاملة وتسليم المنشقين وسلاحهم أو سيكون مصير البلدة عمل عسكري من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية له . مما دفع اجتماع اهالي البلدة وتشكيل وفد من وجهاء البلدة لمقابلة رئيس فرع الامن العسكري في بلدة أزرع  الذين قوبلوا بالرفض واصرار وفيق ناصر على تسليم المنشقين او الحرب

وفي حديث لأخبار الآن مع يمان الجلم ناشط مدني في بلدة محجة قال" نقل رئيس المجلس البلدي نضال حوشان على لسان وفيق ناصر رسالة مفادها  اما المصالحة أو الحرب ,واجتمع الاهالي  وارسلوا وفد من  وجهاء مدنين لمقابلة وفيق ناصر فكان طلب النظام تسليم جميع المنشقين لأنقسهم  مع سلاحهم"

واضاف الجلم  " بنفس الوقت الذي أصر النظام  به على المصالحة وحصار البلدة لإخضاعها تحشدت فصائل الجبهة الجنوبية في منطقة << اللجاة >> شرقي محجة  لصد  اي هجوم للنظام على البلدة وفتح ممرات أمنة لإدخال المساعدات للمحاصرين في البلدة , ما دفع وفيق ناصر من تخفيف المطالب الى تسليم عشر منشقين وعدد من البنادق الخفيفة "

عمل النظام السوري على محاصرة بلدة محجة واغلاق كافة الممرات المؤدية اليها سواء من جهته او من جهة  مناطق المعارضة بقطع الطريق نارياً, والذي أدى لنقص حاد بالمواد الغذائية والطبية واغلاق الأفران للأسبوع الثاني  منذ بداية الحصار وبدوره ناشد رئيس المجلس المحلي " وسيم الحامد" المنظمات الدولية  والمعنين بإدخال المواد الغذائية والطبية الى البلدة.

وفي حديث لأخبار الان  مع وسيم الحامد قال" بلدة محجة وموقعها كمنطقة استراتيجية  على الأوتوستراد الدولي وهي صلة وصل بين الغرب والشرق من منطقة اللجاة  الحاضنة للجيش الحر وهي محاصرة منذ أربعة أعوام ولكن ما حصل قبل اسابيع حصار تام واغلاق كافة المخارج والمداخل في ظل ظروف انسانية صعبة مع نقص في المواد الغذائية وخاصة مادة الطحين فمنذ يومين نفذت هذه المادة بشكل كامل وهذا ينذر بكارثة انسانية إذا لم تتدخل المنظمات الانسانية "

واضاف الحامد "يبلغ عدد سكان البلدة  خمسة وعشرون ألفا من المدنيين ورفضهم للمصالحة  دفع النظام السوري الى احكام الحصار على البلدة ومنع دخول المواد الاغاثية اليها "

بدوره مجلس محافظة درعا الحرة ابدى قلقه من كارثة انسانية في بلدة محجة يتوقع حدوثها اذا ما لم تدخل المنظمات الانسانية بالعمل على فتح ممرات امنة للمدنين  وادخال المساعدات الاغاثية والطبية للمدينة المحاصرة وقال اسامة البردان رئيس مجلس محافظة درعا لأخبار الآن " نحن على تواصل مباشر مع  المجلس المحلي في بلدة محجة وبقدر استطاعتنا نحاول تقديم شيئ للمدنين المحاصرين في البلدة وكان لنا دور بمخاطبة المنظمات الانسانية للمساعدة في ادخال المساعدات "

واشار البردان إلى اننا قمنا بمخاطبة فصائل الجيش الحر بفتح ممرات امنة في حال اقدم النظام الى استخدام القوة العسكرية في اخضاع والسيطرة على بلدة محجة.

إن التجويع يعد من أبطش وأسوأ الوسائل المستخدمة في الصراعات البشرية في القرن الحالي، بل وتعد من أشد الانتهاكات على الإنسان، وتهديداً صارخاً للوجود الإنساني بغض النظر عن الأدلجة، والمذهبية وراء تلك العمليات, وان المليشيات المذهبية وقوات النظام في سوريا استخدمت التجويع بعد أن عجزت عن كسر الإرادة الشعبية في المطالبة بتغيير نظام الحكم في دمشق.

 

اقرأ أيضا:
روسيا تبدأ تخفيض قواتها في سوريا

إيران تبدأ "الخطة ب" في سوريا وتزرع الألغام على طريق التقارب التركي الروسي