أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نضال عمرية)

غلبت مظاهر الاحتفاء بحلول شهر رمضان على شوارع المدن اللبنانية، فيما زادت شكاوى السكان من استغلال التجار وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

من جهة أخرى يعيش اكثر من مليون لاجئ سوري حياة صعبة في ظل انقطاع المساعدات وقلة المعونات الانسانية بالتزامن مع قدوم هذا الشهر.

لا تزال تلك العلاقة الوطيدة بين شهر رمضان ومدينة بيروت بأبهى حلة منذ قديم الزمان، فالطابع الرمضاني ما انفك يهيّمن على شوارع المدينة وازقتها عند حلول الشهر الفضيل، اللافتات الممتدة على طول الطرق والزينة المنتشرة بين البنايات المتراصفة تبهر اعين الناظرين اليها، ما جعل العاصمة والمناطق اللبنانية الأخرى بمطاعمها ومقاهيها تعج بالامسيات الرمضانية التي تمتد حتى ساعات الفجر وغالبا ما تنتهي بعد السحور.

وعلى الرغم من ما ذكر، فإن هذه المغريات وحدها لم تكن كفيلة بزيادة عدد الزبائن والمتسوقين، ضرواة اشتعال الأسعار بالتزامن مع حلول شهر رمضان زاد من ارتفاع شكوى الأهالي الذين أعتبروا ان التجار يستغلون ظاهرة الشراء التي ترتفع مع اقتراب شهر رمضان لتحقيق أرباح كبيره وفي فترة زمنيه قياسيه، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على كاهل الكثير من الناس.

الوضع في طرابلس بدا مشابها لما عليه في بيروت، حركة تجارية نشطة تعيشها أسواق المدينة، السكان توافدوا على ابتياع الخضراوات والفواكه واللحوم، اما محلات الحلويات فكان لها نصيب الأسد من الاقبال الشعبي، فتناول الحلويات بعد الإفطار شكل طابعا متأصلا وسمة مرتبطة بطقوس الشهر الفضيل. 

المشهد هنا يختلف تماما، أجواء الفرح غابت كليا عن المكان وكان الصمت سيد الموقف، أكثر من مليون لاجئ سوري يشكلون الآن ما يزيد على ربع سكان لبنان، يعيشون في مخيمات مؤقته، بالكاد يجدون ما يسد رمقهم.

مع كل أجواء الفرح التي يمثلها قدوم شهر رمضان على الامة العربية والإسلامية، تبقى صورة هؤلاء الأطفال المشردين من بلادهم حزنا مقيتا يصاحب قدوم هذا الشهر، بالنسبة اليهم لم يكن شهر رمضان مختلف تماما عن غيره من الأشهر، فالامتناع عن الطعام والشراب سيكون طبيعيا جدا لاؤلئك الذين صاموا رمضان وغير رمضان !!

إقرأ أيضاً:

لبنان: إنتحاري من داعش يستهدف موقعاً للجيش قرب عرسال

"حادث" يقتل 3 مسؤولين في حزب الله جنوب لبنان