أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (ديما نجم)

بدأت القوات العراقية الإعداد لهجوم للسيطرة على الجزء الغربي من الموصل من تنظيم داعش، بعد ان تمكنت من استعادة السيطرة على الجزء الشرقي من المدينة، في وقت تحذر الامم المتحدة من خطر شديد يحدق بالمدنيين المحاصرين في المدينة.

بعد سيطرتها على الأحياء الشرقية، بدأت القوات العراقية قصف مواقع لتنظيم داعش في القسم الغربي من الموصل تمهيدا لعملية عسكرية جديدة، فقد قصفت وحدات التدخل السريع الثلاثاء مواقع لداعش غرب نهر دجلة الذي يشق الموصل.

بينما نصبت قوات الهندسة العسكرية جسورا متحركة وثابتة على نهر دجلة لربط جانبي الموصل الأيسر والأيمن لنقل القطعات العسكرية بين جانبي المدينة، فيما أفادت تقارير بأن مسلحي داعش أقاموا تحصينات في الأحياء الغربية التي تضم البلدة القديمة.

ورجحت مصادر عسكرية، أن يتزامن عبور القوات الحكومية نهر دجلة، إلى الجانب الأيمن مع انطلاق عمليات من عدة محاور، وتحدثت المصادر عن تحشيدات عسكرية، لاقتحام الجهة الغربية للموصل من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية، لا سيما مناطق حمام العليل والمليحة والقيارة، فيما أكد القائد في قوات جهاز مكافحة الإرهابا لفريق الركن عبد الوهاب الساعدي اكتمال الخطط العسكرية الخاصة بتحرير مناطق أطراف الموصل، كالبعاج وربيعة والمناطق الأخرى.

وقد تكون السيطرة على الشطر الغربي من المدينة أكثر تعقيدا من الشطر الشرقي بسبب شوارعه المتقاطعة شديدة الضيق بحيث لا تتمكن المركبات المدرعة من دخولها في حين تسمح باختباء مسلحي داعش بين المدنيين، والكثافة السكانية العالية تحد من القدرة على استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي والمدفعي لأنه سيوقع خسائر كبيرة في المدنيين.

كما أن الطقس الرديء وانخفاض الرؤية بسبب الضباب وتساقط الأمطار سيؤديان إلى توقف العمليات العسكرية، لضعف الإسناد الجوي وعدم القدرة على إدامة زخم الهجوم، ما يعطي فرصة للوحدات الانغماسية التابعة لداعش والتي تقاتل بطريقة محترفة في حرب العصابات أن تسعى لتغير المعادلة الميدانية على الأرض.

اضافة الى ذلك فإن تدمير الجسور التي تربط طرفيْ المدينة من قبل طيران التحالف الدولي والذي كان سببا في التقدم والسيطرة على الجانب الأيسر بقطع الإمدادات العسكرية واللوجستية عن التنظيم، يشكل الان عقبة كبيرة أمام تقدم القوات للعبور إلى الضفة الثانية لسرعة جريان النهر، وعدم صلاحية الضفاف للتجسير بسبب ارتفاعها في كثير من المناطق، إضافة إلى وهن القوات أثناء العبور بحيث يمكن استهدافها بالقصف المدفعي والهاونات والقنص.

وأخيرا فإن عدم وجود خطة مسبقة لتهيئة مخيمات الإيواء سيترك المدنيين في العراء، بسبب عدم قدرتهم على النزوح باتجاه الجانب الأيسر بعد تدمير الجسور وهو ما وضع الأمم المتحدة في سباق مع الزمن لإعداد مساعدة عاجلة لمئات الالاف من المدنيين المهددين في الموصل، مبدية قلقها من تعرض نحو 750 الف مدني يعيشون حالياً في المناطق الغربية من المدينة لمخاطر شديدة، خاصة و أن نصف ضحايا معارك التحرير حتى الآن مدنيون.

اقرأ ايضا:

القوات العراقية تمهد لهجوم غربي الموصل

المناطق المحررة شرقي الموصل تتسلم رواتب موظفيها بقيمة 4 ملايين دولار