ياسر حمزة
أخبار الآن | انطاكيا – تركيا – (حسين العمر)
توجه سوريون إلى إبتكار طريقة جديدة في جمع التبرعات لتقديمها للمهجرين في سوريا والمحتاجين أو للمنظمات والجمعيات الإنسانية العاملة على توفير المساعدات والخدمات للسوريين، عبر تحدي أطلقوا عليه اسم "تحدي الخير" والذي يقضي بأن يقوم أحد الأشخاص بوضع منشور على صفحته في الفيس بوك يتضمن تسعيرة لكل إعجاب وتعليق ومشاركة سيضعها أصدقاؤه على المنشور خلال فترة أربعة وعشرين ساعة من نشره ويسمي الجهة التي سيتبرع لها بالمبلغ، وبعد انتهاء الأربع والعشرين ساعة يقوم صاحب المنشور بجمع ما حصل عليه من مردود التعليقات والإعجابات والمشاركات ومن ثم حساب المبلغ المترتب عليه وإرساله إلى الجهة التي صرح بأنه سيقوم بالتبرع لها.
الجديد في حملات "تحدي الخير" التي باتت منتشرة انتشاراً واسعاً، أن المتبرع غالباً هو سوري، على خلاف ما اعتادته المنظمات في أخذ تبرعاتها وأموالها من منظمات أجنبية أو من أشخاص أجانب.
محمود الطويل وهو شاعر وناشط سوري مقيم في اسطنبول قَبل التحدي من أحد أصدقائه ونشر على صفحته الشخصية أن كل إعجاب على هذا المنشور سيمنح ليرة تركية واحدة وليرتين لكل تعليق، وصرّح بأنه سيقوم بتقديم تبرعاته والتي بلغت ثمانمئة وست ليرات تركية أي ما يعادل مئتين وثلاثين دولارا أمريكيا لمؤسسة إعمار شام لمشروع فرن الخبز في الغوطة الشرقية لدمشق.
في حوار لأخبار الآن مع الطويل قال: " إن انتشار هذا العمل بهذا الشكل على موقع فيس بوك هو دليل على قبول شعبي به، وهذه المبادرة لابد من إحيائها كل مدة، المهم فيها أنها تحتوي عدة خصائص وهي التشاركية والإتاحة للجميع، التفاعلية، الوضوح والشفافية، الأثر الملموس، وأعتقد أن هذه الأركان الأربعة ساهمت بنجاح تفاعل هذه المبادرة".
عاطف نعنوع وهو متطوع في فريق ملهم التطوعي يصف هذه التجربة بأنها رائعة و انتشارها شيء إيجابي جداً، لأن الشباب السوري تفاعل مع الحملات بدون أي نقد يذكر مثل "حجة تجميع إعجابات" أو " التبرع على العلن فيه مُراءات" وما إلى هنالك من حجج يتذرعها بعض الناس السلبيين.
ويختم نعنوع قوله: "إننا كشباب سوري وصلنا لمرحلة أفضل وتعلّمنا من أخطائنا".
اللافت حتى الآن ورغم الانتشار الواسع لهذه الحملات إلا أنها تقريباً مقتصرة على الشباب السوري، معظمهم من الموظفين ذوي الدخل المحدود، ولم يشارك بالتحدي شخصيات سياسية أو أصحاب تجارة وأموال.
