أخبار الآن | حماة – سوريا (مكسيم الحاج)

عقب التدخل الأجنبي الكبير في سوريا من قبل القوات الإيرانية والشيعية العراقية واللبنانية من قوات حزب الله، أصبحت علائم الاحتلال جليّة للأراضي السورية، والتي تخفي وراءها حملة منظمة تستهدف البنية الدينية للمجتمع السوري.

من أشهر علائم احتلال إيران لسوريا وبموافقة نظام الأسد كانت في مناطق القصير بريف حمص، ومنطقة الزبداني وداريا بريف دمشق، حيث كان النظام يعمد على إفراغ تلك المناطق إما عسكرياً أو تحت بنود الهدنة مؤخراً مع بعض كتائب المعارضة، ليقوم النظام باستجلاب سكّان آخرين من خارج النسيج السكاني الأصلي لتلك المناطق ومن ثم توطينهم واستصدار وثائق شخصية مزورة تمنحهم ملكية تلك المناطق والمنازل التي باتوا يعملون على إعمارها والسكن فيها، وهذا ما دعى إيران وحزب الله إلى الإتيان بأعداد كبيرة إلى سوريا من العوائل الشيعية وخاصة عوائل المقاتلين الشيعيين في سوريا.

التشييع في حماة
في مدينة حماة، بدأ النظام العمل بطرق جديدة لتوطين وإدخال هذه العوائل الشيعية، فأصبح يتبع طريقة السيطرة الفكرية على رجال وشبّان المدينة من خلال منابر المساجد وأئمة الدين في المدينة.

وفي إفادة لأحد العاملين في مديرية الأوقاف في مدينة حماة، يقول لأخبار الآن، بأن المديرية وبدعم من جهات المدينة الأمنية قامت بتعيين المدعو "حسين الخراشي" رئيسا لوفد يتجاوز عدده الأربعين شخصاً وإرسالهم إلى إيران وذلك لتجهيزهم ليكونوا رجال دين شيعة يعتلون منابر مساجد حماة وجوامعها عقب عودتهم من هناك واستكمال دوراتهم المكثفة التي يخضعون لها حالياً في مدينة "قمّ" الإيرانية.

وتابع بأن هذا يهدف للسيطرة الفكرية على من تبقى من شباب وسكان مدينة حماة، ليضمن النظام وحلفيته إيران الولاء السكاني في هذه المدينة وبالتالي يستكملون سيطرتهم الديموغرافية على هذه المدينة دون عناء عسكري يذكر.

وفي متابعة للتفاصيل أفاد الناشط الميداني في مدينة حماة "سهيل الخالد" بأن المدعو "حسين الخراشي" وعقب التقصي عن سيرته الذاتية تبين أنه لا يحمل أية إجازة في الشريعة وعلومها، وإنما هو رجل عامّي يبلغ من العمر ستين عاماً، اعتلى سابقاً أحد منابر مساجد حماة "مسجد الشيرازي" بأمر من أجهزة المخابرات السورية بهدف إبعاد شبّان المدينة عن الدين الصحيح وزرع أفكار النظام في عقول الأهالي تحت مسمى الدين، قبل الثورة السورية، والآن يعاود النظام زجّه في المساجد ليعيد نشر أفكاره.

وأشار إلى أن محاولات زرع أفكار التشيع لم تكن جديدة في حماة، فقد حاول النظام وبدعم إيراني مرات عديدة تشييع الكثير من أهالي هذه المدينة وخاصة الطبقة الفقيرة بإغرائهم بالأموال، وقام حينها أحد أئمة المدينة ويدعى "صالح الولي" بتغيير  قبلة مسجد الحسنين الواقع في "حي القلعة" ليدعّي أن قبلته غير صحيحة، علماً أن المسجد يزيد عمره عن عشرة قرون، وذلك كان بدعم النظام وإيران لتشتيت أفكار الشباب الحموي حينها إلى أفكار وتوجهات يريدونها، خاصة أن النظام حاول تغيير المسجد إلى حسينيه شيعية.

التشييع ومغريات النظام
وتحدث "هاني الحمصي" أحد مسؤولي التوثيق في مدينة حماة بأن النظام يسعى بكافة الوسائل لجعل المدينة تحت سيطرته بشكل كامل وليؤمن ظهره في معاركه القادمة في إدلب. ورغم أن مدينة حماة أصبحت شبه خالية من أي حراك ثوري بسبب التشديد الأمني الكبير عليها، إلا أن النظام يعلم أن هذه المدينة لن تكون يوماً إلى جانبه خاصة عقب ما شاهدته من إجرام النظام عام 1982 وأثناء الثورة.

وأشار الى أن القوات اللبنانية والإيرانية الشيعية المتمركزة في اللواء 47 جنوبي حماة باتت تستقطب وتطلب من شبّان مدينة حماة التطوع فيها والعمل إلى جانبها وتقديم تسهيلات ومغريات كبيرة منها الإعفاء من الخدمة الإلزامية والتخلف والاحتياط إضافة إلى راتب شهري يتجاوز 50 ألف ليرة سورية أي ما يقارب مئة دولار أمريكي، علاوةً عن السلطة ومنع أي فرع أمني من الاقتراب من المتطوع إلى هذه الميليشات الشيعية، ليضمن النظام بذلك ضم هذه المدينة عسكريا وفكرياً إلى جانبه.

وحصلت أخبار الآن على معلومات مؤكدة بأن هنالك أكثر من 1500 شاب من مدينة حماة وريفها الجنوبي قد تم تشييعهم داخل معسكرات اللواء 47 التابع لإيران وقوات حزب الله اللبنانية والواقع مقرها جنوبي مدينة حماة.

اقرأ ايضا:

نزوح أكثر من 10 آلاف سوري من شرق حلب

الزعبي: التعايش في درعا يشمل جميع الطوائف والأديان