أخبار الآن | مرسين – تركيا (دعاء ياسين)

أكثر من خمس سنوات مضت على استقبال تركيا للاجئين السوريين على أراضيها، واستقرار العائلات بشكل كلّي في الولايات التركية، واستمرار الحياة فيها بشكل شبه طبيعي. كثرت حالات الزواج والولادة، التي زادت أعداد السوريين في تركيا، والتي تكمن قضيتهم الأساسية في تسجيلهم ضمن النفوس والاعتراف بوجودهم خصوصا بعد تعذر تسجيلهم في النفوس السوري لكونه يخضع لسلطات النظام، ومعظم أهاليهم هم من المطلوبين.

وتأتي أهمية تسجيلهم في ضمان توثيق أنسابهم وضمان عدم فقدان حقهم الإنساني ومستقبلهم التعليمي والاجتماعي سواء بقوا في تركيا أم عادوا إلى موطنهم الأصلي، خاصة وأن عدد المواليد الجدد السوريين في تركيا منذ بداية النزاع بلغ نحو 150 ألف طفل حسب آخر إحصائية أفصح عنها نائب رئيس الوزراء التركي "لطفي ألوان"، مطلع آذار الماضي.

وقامت السلطات التركية بتسهيل تسجيل المواليد الجدد من السوريين، فعند ولادة الأم في مشفى تركي حكومي كان أم خاص، يتم منح ورقة إثبات ميلاد للأبوين تخولهما تسجيل مولودهما ضمن العائلة.

تسجيل المولود السوري الجديد في تركيا

يجب بداية أن يكون عقد الزواج مسجلاً في حال تم الزواج في تركيا وامتلاك دفتر العائلة، وذلك من أجل إضافة المولود الجديد على الدفتر، وترجمة جوازات الوالدين أو الإقامة أو توافر "الكيملك"، أو ترجمة دفتر العائلة السوري أو عقد الزواج السوري في حال كان الزواج في خارج تركيا.

ثم يقوم صاحب العلاقة بأخذ تلك الوثائق إلى مكتب قائم مقام المنطقة التابع لها، وإجراء معاملة تسجيل المولود الجديد في النفوس التركية ليحصل الوالدان بعدها على وثيقتين مصدقتين عن شهادة الميلاد للمولود الجديد.

التقت أخبار الآن مع "جميل" أحد السوريين المقيمين بمدينة مرسين في تركيا، والذي قام مؤخراً بتسجيل مولوده الجديد في تركيا: "في البداية لم أعرف تفاصيل تسجيل المواليد السوريين في تركيا، إلى أن تواصلت مع أحد أصدقائي الذي سجل مولوده، وشرح لي عن طريقة التسجيل كوني أمتلك وزوجتي بطاقة الكيملك، وورقة إثبات الميلاد".

عدم تسجيل المواليد الجدد

بينما اضطرت الظروف العديد من الأسر السورية إلى عدم تسجيل أبنائهم، وخصوصا حديثي الولادة الذين أتوا إلى تركيا عبر طرق التهريب والذي يهدد مستقبلاً بضياع نسب أطفالهم بلا أوراق ثبوتية، أو بعض العائلات الأخرى بسبب عدم امتلاكهم الكيملك، بينما البعض الآخر لا يمتلك وثيقة الزواج.

يقول أبو جلال: "أتيت إلى تركيا منذ أكثر من شهرين ولدي طفل عمره ثلاثة أشهر ولد في أحد المشافي الميدانية في سوريا، ولم أستطع تسجيله إلى الآن كوني لا أمتلك بطاقة تعريف اللاجئ "الكيملك"، قد أعود مستقبلاً إلى سوريا عندما تهدأ أوضاع منطقتي، وفي حال أردت الاستقرار في تركيا سأبدأ بتسجيل ابني لكي لا يضيع مستقبله ويخسر حقوقه".

وفي الفترة الماضية تواترت تساؤلات عدة حول تجنيس السوريين المولودين في تركيا بالجنسية التركية، وأثناء سؤالنا لأحد الموظفين الأتراك أجابنا أنه لا يتم منح أي مولود سوري للجنسية التركية إلا إذا كان الأب تركياً والأم أجنبية، أو العكس.