أخبار الآن | مرسين – تركيا (دعاء ياسين)

 

عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين غادروا بلادهم وتوجهوا نحو تركيا، تلك البلاد التي فتحت أبوابها للشعب السوري الذي أذاقه نظام الحكم جميع أنواع الموت والتهميش والاعتقال. انتشر اللاجئون في معظم الولايات التركية دون استثناء، وخصوصاً في الولايات التركية القريبة من الحدود التركية، مثل "إقليم هاتاي وغازي عينتاب وأورفا".

إلا أن العديد منهم انتقل أو استقر في المناطق الساحلية وخصوصاً مرسين، رغم ارتفاع الأسعار فيها مقارنة مع المناطق الحدودية الأخرى من أجرة السكن وأسعار البضائع السورية وقلة المتحدثين باللغة العربية مقارنة بالمناطق التركية القريبة من سوريا.

التشابه الجغرافي والمناخي

عند توافر الإمكانيات المادية والقدرة على الانتقال والسفر، يختار اللاجئ السوري المنطقة المشابهة لمدينته التي نزح منها وأُبعد عنها قسراً، وما يميز مدينة مرسين الساحلية هو بحرها، والكورنيش البحري الممتد على طول المدينة، وهذا ما دعى العديد من اللاجئين السوريين من اللاذقية وبانياس وجبلة إلى النزوح إلى مرسين.

التقت أخبار الآن مع "أبو العبد" من مدينة بانياس، ويعيش اليوم في مدينة مرسين: "بعد مجزرة بانياس ونزوح العديد من الأهالي نحو تركيا، استقر معظم أهالي مدينة بانياس في منطقة "أردملي" والتي لا تبعد عن مرسين كثيرا، حتى شواطئ هذه المدينة تشابه بشكل كبير شواطئ مدينتنا، وأهالي الساحل من الصعب التأقلم في المناطق البعيدة عن البحر".

ويضيف "أبو العبد": "بالإضافة إلى التشابه الجغرافي الكبير نوعاً ما، هنالك التشابه المناخي، بالإضافة إلى التقاء معظم الجيران والأصدقاء الذين كانوا متواجدين في سوريا قبل النزوح، وافتتاح المحلات السورية وعودة معظم الشباب إلى ذات مهنهم التي كانوا بها من ذي قبل".

الأغراض التجارية والسياحية

انتشرت في الآونة الأخيرة في مدينة مرسين التركية العديد من المشاريع والمحلات السورية والتي قد تُعيل العديد من العائلات، بالإضافة إلى إحياء بعض الذكريات القديمة لدى السوريين القاطنين في المنطقة، مثل المطاعم والمقاهي وبعض الماركات السورية المشهورة في الساحل السوري، تواجدت ايضاً وبقوة في مدينة مرسين.

"هالة" إحدى القاطنات في مدينة مرسين منذ أكثر من ثلاثة سنوات تقول: "اخترت الإقامة في هذه المدينة لما تتمتع به من هدوء وجو جميل، بالإضافة أنني لا أشعر بالغربة كون الحي الذي أعيش به يقطنه الكثير من السوريين، ومشغل الخياطة الذي أديره معظم العاملات فيه من السوريات".

وتضيف "هالة": "لكل شخص متنفس، وفي هذا الوقت من السنة متنفسنا هو الكورنيش البحري الذي يميزه التنظيم الهندسي، والذي يؤمه العديد من السوريين بعد الانتهاء من أعمالهم اليومية وفي ايام العطلة الرسمية، وأحد فوائد قلة الأتراك المتكلمين باللغة العربية هو تعلمنا للغة التركية بشكل جيد اثناء اختلاطنا مع الأتراك أثناء التعاملات اليومية".

يذكر أن مدينة مرسين التركية استقبلت العديد من السوريين منذ عام 2012، وتضم تجمعات للسوريين مثل "حي اللوادقة" الذي يسكنه اللاجئون من مدينة اللاذقية.

لاجئو اللاذقية في مرسين التركية .. البحر الذي يقرّبنا من الوطن