أخبار الآن | القلمون – سوريا – (أبو محمد اليبرودي)

على غرار باقي المناطق السورية جرت مسرحية الانتخابات الهزلية في منطقة القلمون على بحر من دماء شهداء لم تجف بعد وأنات معتقلين لم يكد صدى صوتهم يخفت بعد، خاصة بعد حملات الاعتقال المكثفة التي قام بها النظام مؤخرا وعلى إثرها تم اعتقال رقم كبير من أبناء المنطقة.

فالمشهد الهزلي للانتخابات التي جرت في معظم أرجاء سوريا كان نفسه حاضرا أيضا، إلا أن الاختلاف هنا كان في الحملات والبرامج الانتخابية للمرشحين، الذين عرفوا سابقا بكونهم تجارا لمعاناة الناس وسماسرة بين الشعب والنظام في قضية المعتقلين.

ابتزاز بالمعتقلين

يقول "محمد اليبرودي" مدير تنسيقية يبرود، أن النظام السوري لعب على وتر خبيث في منطقة القملون، والتي يعتبر أهلها أغنياء وميسوري الحال كون معظمهم مغتربون في دول الخليج، فلذلك وجد أنه من غير النافع العمل على حملات انتخابية تدعو للإصلاحات المعيشية وتحسين الوضع الاقتصادي،  لن تكون الاستجابة لها بالشكل المطلوب، ولذلك كان لا بد من التركيز على أهم مطلب للناس ألا وهو فك أسر ذويهم المعتقلين واستغلاله في دفع الناس للإقبال على مسرحية الانتخابات.

إذ يقول اليبرودي أن النظام قام بدفع المرشحين للحملات الانتخابية في القلمون للتركيز على وعود بإخراج المعتقلين وتحفيز الناس بأن من يشارك في الإنتخابات سيساعد ذويه المعتقلين في الإفراج عنهم، لأنه وجد في ذلك أمرا فعالا لدفع الناس على المشاركة في الانتخابات التي يعلم أنهم لا يثقون بجديتها، الأمر الذي جعل جلّ من أقبل على الانتخابات هم من العجائز وكبار السن أملا في الحصول على مساعدة في إخراج أبنائهم من المعتقل.

ويشير اليبرودي أن النظام ركز في الفترات الأخيرة على اعتقال أكبر قدر من شباب المنطقة وبالإضافة لاعتقال معظم ذوي المعارضين النازحين خارج المنطقة، بالإضافة لمقتل العشرات تحت التعذيب في سجون النظام، الأمر الذي جعل المرشحين لمجلس الشعب في القلمون يدركون بأن قضية المعتقلين ستكون جوهرية بالنسبة للأهالي وخاصة أنها كانت الأمر الأكثر شغلا لهم في الفترة السابقة.

مسرحية انتخابية

وفي نفس السياق يقول "باسل أبو الجود" المتحدث باسم الهيئة الثورية في يبرود، أن النظام لم يكتف بالمتاجرة بقضية المعتقلين سابقا من خلال سماسرته وابتزاز ذويهم من خلال أخذ مبالغ كبيرة من المال مقابل وعود بإخراجهم أو تسهيل أمرهم، بل تعدى الأمر إلى تهديدهم بأن من لا يشارك في الانتخابات سيعرض الشخص المعتقل القريب له لظروف سيئة وسيعقّد من عملية إخراجه وهذا ما دفع الناس لضرورة المشاركة في العملية الانتخابية.

ويضيف أبو الجود أن القلمون شهد ترشيح العشرات لعضوية مجلس الشعب والذين لهم تاريخ قديم في الولاء لحزب البعث ويشغلون مناصبا بارزة فيه، وقد تم تجنيد كل طلاب المدارس في القلمون للترويج للحملة الانتخابية بعد تحويل كل مدارس القلمون لمراكز انتخابية وتعطيلها لمدة يومين كاملين.

وختم أبو الجود أنه بالإضافة لابتزاز الشعب للتوجه لصناديق الانتخابات، فكما جرت العادة تم إجبار جميع الموظفين الحكوميين على ترك دوامهم والتوجه لصناديق الاقتراع مع القيام بالحملات الشعبية لدفع الناس أيضا لإظهار إقبالهم على العملية الانتخابية.