أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بات الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة في سوريا بشكل عام، وفي المناطق الساخنة بشكل خاص؛ أساسياً في كافة مجالات الحياة، وفي ريف اللاذقية، انتشرت عدة طرق للطاقة البديلة منذ نحو العامين، وذلك لانقطاع المصدر الرئيسي للطاقة وهو المحروقات بشقيه "المازوت والبنزين".

حيث انتشرت في الفترة السابقة للحملة العسكرية الأخيرة للنظام وميليشياته؛ ألواح الطاقة الشمسية بشكل كبير بين مدنيين وعسكريين، وحتى المحال التجارية والصناعية، وذلك لاستقرارها بشكل عام، والتوفير المادي الكبير بعد دفع ثمنها والذي لا يتحمله العديد.

وبعد نزوح معظم المدنيين من ريف اللاذقية سواء نحو المخيمات التركية، أو نحو مناطق إدلب وريفها، ألغيت العديد من المشاريع الكهربائية التي كانت تمد القرى والمخيمات على حد سواء، وذلك بعدم وجود مستهلكين، وارتفاع أسعار المحروقات.

التقت أخبار الآن مع "أبو شريف" أحد أصحاب المشاريع الطاقة الكهربائية في ريف اللاذقية، يقول: "بعد نزوح أهل قريتي على الشريط الحدودي في جبل التركمان اضطررت إلى بيع مولدة الطاقة الكهربائية الكبيرة التي كنت أعطي منها خطوط الكهرباء لأهالي القرية، حيث كان يتراوح الرسم الشهري الى حوالي الأربعة آلاف ليرة، ناهيك عن بعض مستخدمي الطاقة الشمسية".

ويضيف: "انتشرت ألواح الطاقة الشمسية بشكل كبير في المنطقة، لعدم اعتمادها إلا على ضوء النهار، واعتبارها أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة، إلا أن عيبها الوحيد هو كلفتها المرتفعة، وحساسيتها لأي شظية قد تنهي عمرها".

العسكريون هم الشريحة الأكبر المستخدمة للطاقة البديلة

وبعيد بقاء الشباب المقاتل في ريف اللاذقية والذي يعد الشريحة الأكبر المتبقية في المنطقة، لا مجال لتشغيل المولدات الكهربائية إلا للضرورة القصوى، وذلك لارتفاع صوت المولدة الميكانيكية التي قد تغطي على أصوات المدفعية والطيران، ولارتفاع أسعار المحروقات وانقطاعها في الأحيان الأخرى.

وانتشرت بجانب ألواح الطاقة الشمسية الكبيرة، اللويحات الصغيرة التي قد تعلّق في أي مكان يطاله ضوء الشمس، بجانب بطاريات السيارات التي يُضاف عليها تحويلة كهربائية لشحن الجوالات، أو القبضات اللاسلكية، بجانب "المصابيح القابلة للشحن"، والاعتماد على الأضواء الصغيرة "الليدات" للاضاءة.

التقت أخبار الآن مع "محمد" أحد المقاتلين في صفوف الجيش الحر في ريف اللاذقية حول الاعتماد على الطاقة البديلة: "انقطاع التيار الكهربائي في ظل الظروف الراهنة، جعلنا نبتكر طرقاً وأساليب للتغلب عل الوضع المعيشي الراهن، بداية المولدات الكهربائية، ثم بعض المراوح الهوائية، ثم الطاقة الشمسية وانتهاءً بـ power bank".

يضيف محمد: "لا نستطيع استخدام الإضاءة بكل مباشر دون تغطية المقرات أو الخيم، فأي ضوء تلمحه المدفعية أو الطائرات بدون طيار قد تكون نهايته قذيفة أو صاروخ، في ظل الظروف الحالية لا حاجة لنا للكهرباء سوى لشحن القبضات اللاسلكية والهواتف، والأبيال الصغيرة للتنقل".