أخبار الآن | درعا – سوريا (نور حمزة)

أقيم في بلدة "تل شهاب" بريف درعا الغربي معرضاً مدرسياً للرسوم الكاريكاتيرية واللوحات الفنية والمجسمات، يوم الإثنين، ويستمر لثلاثة أيام، بمشاركة عدد من المدرسين والطلاب.

ويعتبر هذا المعرض؛ الأول من نوعه في البلدة بتنظيم محلي من المدرسين والاختصاصين من أبناء البلدة.

وتسلط معظم اللوحات الضوء على الواقع الذي يعيشه، الأطفال والأهالي، في تلك البقعة من البلاد، في ظروف الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري منذ خمس سنوات.

ويعتبر هذا المعرض مساحة صغيرة للتعبير بطريقة مختلفة عن واقع الحياة، حيث عرضت فيه اللوحات بشكل فني ومنظم، وقد صورت الواقع المؤلم لهذه الحياة، التي يعيشها الأطفال.

وشارك بعض الرسامين المحليين من أبناء البلدة هؤلاء الأطفال في رسوماتهم، والجدير بالذكر أن هذه المعارض تقام لأول مرة في المناطق المحررة، وهي خطوة مميزة لتحفيز الطلاب للتعبير عن مواهبهم وآرائهم وأفكارهم، لاسيما في محافظة درعا التي انطلقت منها الثورة السورية منذ خمس سنوات، وعلى أيدي أطفال أيضاً.

"محمود الحوراني" أحد المدرسين المشاركين في المعرض قال لأخبار الآن: "الهدف من المعرض تفعيل طاقات الأطفال، والحقيقة وجدا مواهب كثيرة في هذا المعرض نسعى إلى تشجيعها، هناك أطفال مبدعين ولكنهم بحاجة إلى هذا النوع من النشاطات التي تنمي حس الموهبة لديهم"، وأضاف عن مشاركة العديد من الناشطين والأهالي وأن المعرض هو الأول من نوعه في مدينة درعا وأن الاقبال على الحضور كان كبيرا.

أما "خالد الزعبي" أحد الحاضرين، قال لأخبار الآن: "المعرض جميل جدا وفكرته رائعة، نحن في درعا بحاجة إلى هذه النشاطات التي تنمي مقدرة أطفالنا"، وأضاف: في درعا هذه النشاطات نادرة ولعلها تكون بداية لتحفيز الناس على العمل بنفس الطريقة.

"رامي الحريري" 8 سنوات، شارك في المعرض بلوحة بعنوان "خيمة" وتروي قصة عائلة مؤلف من خمسة أشخاص يفترشون الأرض منزلا لهم وبضعة قماش تأويهم من حر الصيف وبرد الشتاء، عند سؤالنا عن سبب رسمه لهذه اللوحة أجاب "رامي": "كنت أشاهد على التلفاز الأطفال في مخيم "الزعتري" في الأردن وهم في حالة سيئة جدا"، وأضاف: أتمنى أن تنتهي الحرب في سوريا ويعود جميع الناس إلى منازلهم وأن يعم السلام في سوريا"

كان الفن ولا يزال هو الحل الوحيد للتعبير عن معاناة الشعب السوري، والملفت بأن الأطفال هم من يعبرون عن هذه المعاناة قبل الكبار، المعرض الذي جسد روح الثورة السورية وجميع مراحلها من اندلاع شرارتها الأولى على يد أطفال درعا وهم يخطون عبارات منافية لنظام الاستبداد والقمع في محاولة منهم لتكريس أفكار الثورة في أذهان جيل سوريا الجديد الذي بات على عاتقه بناء سوريا الجديدة.