أخبار الآن | عنتاب – تركيا (هيام النشار)

استقبلت مدينة "كلس" الحدودية موجة النزوح الكبيرة من السوريين منذ أن بدأ جيش بشار الأسد بحملة الإبادة الجماعية برمي البراميل المتفجرة على المناطق المحررة في حلب، وتبعد كلس حوالي ثمانية كيلومترات عن معبر باب السلامة الحدودي مع سوريا، وتستضيف قرابة 150 لاجئ سوري، والذين يتزايد قلقهم من القذائف المتساقطة، فالأمان السابق في المدينة غاب منذ مطلع العام، والكثير من أهالي المدينة باتوا يحملون موضوع تواجد السوريين بعضا من المسؤولية.

منذ ثلاثة أشهر، والمدينة تتعرض لقذائف صاروخية، وتقول الحكومة التركية أن داعش هو مصدر تلك القذائف. فأول أمس الإثنين 11 نيسان، كان الأكثر دموية، إذ قتل مدنييّن تركيين وأصيب عشرة آخرين جراء استهداف المدينة، ليخرج أهلها في مظاهرات غاضبة، الثلاثاء، تعرضوا فيها لبعض السوريين ومحالهم التجارية في المدينة.

تخوفات من ردود الفعل تجاه السوريين

فقد تظاهر مواطنون أتراك في مدينة كلّس التركية الحدودية مع سوريا، ظهر يوم الثلاثاء 12 نيسان، احتجاجًا على سقوط قذائف على أحياء المدينة خلال الأيام الأخيرة. وطالب المتظاهرون بتدخل عسكري شمال سوريا، بينما تعرض بعضهم لمحلات تجارية سورية بالتخريب والتكسير، بحسب ناشطين مقيمين في المدينة، وأوضحوا أن المظاهرة سببها "الضغط لإبعاد الخطر عن المدينة، وحتى لا يتكرر قصفها". وشارك قرابة 200 شخص في الاحتجاجات، بعدما تجمعوا في "ساحة الجمهورية" أمام مبنى الوالي الجديد، وانطلقوا بعدها يجوبون الشوارع.

"محمد كرنيبو" ناشط سوري مقيم في مدينة كلس قال لأخبار الآن: "منذ عدة أيام والمدينة يهطل عليها القذائف وحالات الموت والجرحى بازدياد، وكل هذا يزداد معه توتر المدينة ويترافق معه مظاهرات عارمة في أنحاء المدينة تطالب بالتدخل التركي في سوريا للحد من القصف المتكرر، حتى اليوم أصابت المدينة عشرات القذائف"، وأضاف "كرنيبو" أن أغلب المحلات مغلقة خوفا من حالات الشغب وردات فعل الأتراك، وبقية السوريين إما في بيوتهم أو من العمل الي المنزل.

يسيطر" داعش "على عدد من القرى والبلدات الحدودية مع تركيا، والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة كلس، وأبرزها صوران مارع وكفرة وجارز، والتي تبعد عنها بين 15- 20 كيلومتر، ما يجعل استهداف المدينة بالصواريخ وقذائف المدفعية متاحًا بشكل كبير.

"محمد صدقي" أحد النازحين من مدينة حلب قال لأخبار الآن: "الأوضاع متوترة للغاية منذ البارحة في مدينة كلس، وأغلقت الكثير من المحلات التجارية بعد مظاهرة أمس، والتي تعرض فيها المتظاهرون لبعض محلات السوريين التجارية بالتخريب" وأضاف: الشوارع في الليل كانت خالية تمامًا من الحركة، مع انتشار لبعض سيارات الأمن، وكأن حظرًا للتجوال قد فرض في المدينة.

آراء متفاوتة وتقليل من حجم الموقف

أما في عنتاب، التي تشهد حوادث اغتيالات بحق الناشطين بشكل مستمر، فإن الخوف من الحاضن الشعبي التركي تجاه السوريين شبه معدوم، وما مظاهرات "كلس" إلا ردة فعل آنية من تزايد حجم الخطر، يقول الناشط "عبيدة عبد الرحمن" أن ما يسعى إليه داعش والنظام السوري هو جعل السوري في تركيا بوضع غير مريح من خلال التأثير على الشارع التركي وتخويفه من الوجود السوري، ويضيف: هناك حاضن شعبي يتفهم حيثيات ما يجري، لذلك لا تخوف من أية ردة فعل في المستقبل.

يحدث هذا، في الوقت الذي تدور اشتباكات متواصلة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، تشنها فصائل الجيش الحر شمال حلب، بدعم مدفعي تركي وجوي من التحالف الدولي، في وجه داعش الممتد شرقًا إلى الرقة.