أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

اعتمد جيش النظام وحلفائه من الميليشيات الطائفية الموالية له خلال العمليات العسكرية الأخيرة في ريف اللاذقية بجبليه الأكراد والتركمان، إلى قطع الطرق الرئيسية والحيوية التي تصل بين قرى الجبلين، وبين ريف اللاذقية والمناطق الأخرى بهدف حصارهم وضمان عدم وصول إمدادات عسكرية أو غذائية.

حيث بدأ النظام وميليشياته وبإسناد الطيران الحربي الروسي بضرب المناطق المرتفعة مثل "برج القصب" و "جبل الزويك" لقطع الطرق الرئيسية في الجبلين، وخاصة أوتوستراد "حلب–اللاذقية" الدولي الواصل بين الجبلين وريف إدلب، ما أدى إلى موجات النزوح الكبيرة من القرى التي سقطت نارياً؛ حيث يقوم النظام بتثبيت المدفعيات والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى الصواريخ الحرارية.

ومؤخراً مع انحسار مناطق سيطرة الحر في جبل التركمان على بعض القرى القريبة من الحدود السورية–التركية، عمد النظام إلى قطع معظم الطرقات الواصلة إليها، مثل طريق "أوبين" الذي ينتشر على طوله مخيمات النازحين.

التقت أخبار الآن مع "أحمد" أحد النازحين من قرى جبل التركمان نحو ريف إدلب: "لم يتبق هنالك شي آخر سوى المخاطرة، معظم الطرقات مرصودة بواسطة مدفعية جيش النظام وميليشياته، ريف اللاذقية من المستحيل محاصرته لتضاريسه الجغرافية المعقدة، ولكن لن أنتظر قذائفه وهي تحصد أرواحنا، ثالث نزوح لنا، والآن نح في ريف إدلب على الشريط الحدودي المغلق".

رصد الطرقات أثر أيضا على ارتفاع أسعار السلع

معظم السلع الغذائية والتموينية والضرورية كانت تأتي من ريف إدلب والمناطق المحيطة في ريف اللاذقية، من حبوب وغذائيات وحتى المحروقات والمعدات والآليات، إلى أن قطعت واضطر العديد إلى الماطرة بالسفر ليلاً لإحضار المستلزمات الأساسية.

حيث شهد ريف اللاذقية نقص بعض المواد الأساسية بسبب انقطاع الطرقات، وارتفاع اسعار المحروقات "البانزين والمازوت" في بعض الأحيان نتيجة ارتفاع جرة السيارات الناقلة والتي من القليل أن يرضى السائقون بنقلها وخصوصاً مع الخطر المحدق بهم والذي قد يكلفهم حياتهم.

مثل "أبو خالد" أحد السائقين الناقلين للبضائع من ريف إدلب إلى ريف اللاذقية، والتي هي وسيلة عيشه الوحيدة رغم المخاطر التي قد يتعرض لها: "قبيل الاعتداء الذي حل بجبالنا، كنت أنقل ما لا يقل عن شحنتين من المواد الغذائية، أما الآن فلا استطيع التنقل إلا تحت جنح الظلام للهرب من القذائف والصواريخ، ولكي لا ترصدني الصواريخ الحرارية التي لا تفرق بين مدني أو عسكري، فالكل على حد سواء".

ويكمل ابو خالد: "حتى الطرقات لم تسلم من الغارات الجوية والقذائف المدفعية، فالحفر والمطبات تنتشر على طول الطريق، ما يؤدي ايضاً إلى استهلاك العمر الافتراضي لوسيلة النقل، وبعض الحوادث التي تقع بسبب إطفاء أنوار السيارات بشكل كامل، المخاطرة لا بد منها، لتأمين لقمة العيش في هكذا ظروف".