أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (مها الأحمد)

يمتزج فن الإلقاء الشعري الجميل والمعبر بنفحات الألم التي عايشتها "رغد" على أرض الواقع في بلدها سوريا وهي تلقيه على منصة العرض، فتنهال الدموع من عينيها، عندها يظهر الفن الحقيقي والمميز ممزوجا بالصدق والأصالة.

كلماتها الشعرية وإلقاؤها الجميل تستطيع أن تجعل منه كل الحضور يتفاعل مع الموقف هنا في "كفرنبل"، وفي "معرة حرمة، وجبالا، والمعرة، واحسم"، حيث أقيمت معارض فنية نسائية متنوعة. اعتادت أن تنشد "رغد" 12 عاما لعيد الثورة واعتاد أن يمثل "عمار" 11 عاما مع زملائه تمثيلية خداع الدول وخذلانها للشعب السوري بطريقه فنية، كل ذلك وأكثر ضمن معارض فنون السيراميك والخيزران والفسيفساء والخرز النسائية.

"أمل" مدربة عامر وزملائه تقول: "تناولت الفكرة من الواقع وقمت بتدريب الأولاد على تمثيلها فخرجت مسرحية جذابة بهذا الشكل"، من جهتها أيضا المدربة "نجاح سرحان" من "احسم" تقول: "قمت بتدريب عدة فتيات على إلقاء الشعر ولم أجد صعوبة في ذلك لأني لمست رغبه جامحة عند تلك الفتيات للتعبير وإيصال ما يشعرن به".

"رهام" 40 عاما، إحدى العاملات في لوحات الموزاييك، والتي عرضت بعض لوحاتها الجميلة في معرض نساء كفرنبل للموزاييك، تحكي كيف أنتجت إحدى لوحاتها البديعة والجميلة والتي صنعتها بحجارة الفسيفساء العريقة: "أردت التعبير عن معاناتي ومعانات نساء سوريا بشكل عام، فلم أتوقع أنها سوف تخرج لوحه بديعة وجميلة".

"رجاء" من احسم 50 عاما، تقول بأنها كانت ضد فكرة الهجرة، وطالما شعرت بالحزن لأن أهالي سوريا يجبرون على الرحيل كل يوم من وطنهم، فاستغلت فكرة إقامة المعرض: "بدأت بصنع لوحتي من مواد بدائية كالخرز والقماش لأعبر فيها عن حالة أهالي سوريا المستمرين بالهجرة رغما عنهم"، وتوضح رجاء بأن اللوحه عبارة عن خريطة سوريا مرسومه بالخرز الأسود الذي يعبر عن سكان سوريا وهذا اللون لا يلبث أن يتحول بتدرجات متتالية إلى طيور تطير وتبتعد عن جسم الخريطة بأعداد كبيرة.

معرض السيراميك .. المعاناة والإبداع

في معرض فنون السيراميك والرسم الذي تجدد يوم الأربعاء الماضي في 25/3/2016 في "معرة حرمة"، كان جمال اللوحات يغني عن أي شرح من أحد بحسب ما أفادت به "أم أحمد" والتي كانت من بين الضيوف هناك حيث وضحت واصفة هذه اللوحات بأنها جديرة أن توضع تحفا في أرقى القصور العالمية لجمال صنعها.

مدربة السيراميك "روان" فاجأت الحضور بالمواد المستخدمة في صناعة هذه اللوحات بالقول أن ما تستخدمه في صناعة هذه اللوحات الجميله هو ليس إلا بعض من الغراء والنشاء وبعض الملونات الصناعية، وتؤكد أن هناك إقبالا كبيرا على شراء لوحات السيراميك هذه داخل سوريا، وتأمل ان يكون هناك معرضا آخرا لها في دول أخرى كتركيا.

وبحسب رأي "أم عبدو" مديرة المعرض في "معرة حرمة" أن الجمال في هذه المعارض لا ينفصل عن الألم والماسي لدى النساء في ريف إدلب والذي بدأ يتبلور في إبداعات نسائية متنوعة تستحق أن تنال الاهتمام وأن يشار إليها بعين الإعجاب، فكانت تلك المعارض التي أقيمت في مختلف القرى أفضل مكان للتعبير عن آلام وهموم المرأة السورية في ظل الثورة بطريقه فنية.

وحيث أقيم معرض الخيزران في "معرة النعمان" تقول "هبة" إحدى المعجبات في المعرض: "ابتكرت النساء أطباقا وسللا ومزهريات وصواني للضيافة بطريقة تقليدية قديمة ومواد بدائية كالقش، ولكنها في منتهى الروعة والجمال".

تقول مديرة المركز المشرفة على المعرض "إسعاف الرشيد" أن هذه الطريقة في صنع الأواني أوفر من شرائها بأسعار ربما تكون باهظة، وهذا يعني أن الحاجة أحيانا تكون أم الاختراع بحسب المشرفة إسعاف.

وتفيد "راعية" هذه المعارض غالية الرحال بأن الهدف من هذه المعارض هو نشر الأعمال الفنية النسائية في الداخل من أجل محاولة تطويرها ونشرها في الخارج أيضا لاكتشاف مواهب النساء كي تصبح مهنا وحرفا مستقبلا، يستفيد منها النساء ماديا، وتنوه الى أن نسبة الحضور والإقبال كانت جيدة وتضيف بأنه كانت هناك نشاطات نسائية أخرى حيث أنها طرحت عدة قضايا للمناقشة وأخذ رأي النساء بمن يمثلهن في مؤتمر جنيف مؤخرا، وكانت أغلب الآراء توحي بالرفض لمن يمثلهن من نساء في مؤتمر جنيف مؤخرا،

فبحسب رأي "آلاء" 24 عاما، وهي واحدة من الرافضات لما تعبر عنه المنتدبات عن المرأة السورية، أن ما يقلنه يصب في مصلحة النظام فقط كما تضيف "غالية الرحال" بأنها طرحت فكرة أخرى للنقاش وهي القيادة عند المرأة وفكرة المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق.