أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)

نشرت صحيفة " ديلي ميل" البريطانية، يوم الأربعاء أن خفر السواحل الإيطالي أنقذ 1569 لاجئاً، عبروا إلى أوروبا من خلال طريق ليبيا، وبعد 11 عملية إنقاذ عجت مستشفيات ليبيا بالمهاجرين.

طريق ليبيا في عيون أوروبا

فصّلت "الديلي ميل" في عدد للاجئين الذين تم إنقاذهم حيث سبقهم 1500 آخرين أثناء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وفور إنقاذهم تم نقل اللاجئين إلى مراكز في إيطاليا، التي تعج حالياً بـ 106 آلاف لاجئ ريثما ينظر في أمرهم، وسط ما سمته بالـ"مخاوف"، من أن تحسُّن أجواء البحر المتوسط سيشجع المزيد على عبور البحر من جديد وتكرار سيناريو الأزمة الأوربية تجاه اللاجئين.

هذا وقد هدد الليبيون بفتح السد والتسبب لأوروبا بطوفان جديد من اللاجئين ما لم تقدم القارة الأوروبية مساعدات لليبيا كما حصل مع تركيا، في الوقت الذي يوجد فيه حالياً سفن ملاحة وخفر سواحل على السواحل الليبية ضمن عملية "صوفيا" لردع تهريب اللاجئين غير الشرعي.

إلى الآن لم يقم الاتحاد الأوروبي بأية إجراءات على الرغم من توقعهم أن الطريق البديل للاجئين سيكون طريق ليبيا خاصة مع قدوم فصل الصيف، فقد صرح رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك"، الذي ترأس المفاوضات الأوربية التركية قبل أسبوعين، بأن على قادة الدول الآن التركيز على مخاطر تغيير طريق الهجرة نحو إيطاليا، خاصة أن الطريق الجديد تربو مسافته على 300 كم محفوفة بمخاطر أكثر من طريق بحر إيجه.

وخوفاً من أن يصل ما لا يقل عن 450 ألف لاجئ آخرين هذا الصيف بحسب  توقعات رؤساء الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الليبية، دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى تصعيد وتكثيف للجهود الرامية لوقف سيل اللاجئين الجارف حتى لو كلف ذلك استخدام السفن الحربية.

طريق ليبيا في عيون اللاجئين

ليس طريق ليبيا بالخافي على أي من السوريين، لكن التعقيدات التي تواجه السوريين في الوصول إلى ليبيا والتسهيلات التي كانت تقدمها تركيا لهم خصوصا قبل فرض تأشيرة الدخول عليهم، جعلت هذا الطريق يدخل رويدا رويدا طي النسيان.

أولى صعوبات الطريق هو أن المسافة التي تفصلك عن أوروبا ستقضيها كلها في البحر المتوسط، وقد تستغرق الرحلة أكثر من 3 أيام، دون أكل أو شرب إلا ما يبقيك حيا، فإن طريق بحر إيجة يقضي على اللاجئين بنسب معقولة فإنك متى ركبت البحر من ليبيا ستضع احتمال الغرق بنسبة 90% نصب عينيك إلى أن يراك أحد وينقذك، إن كان من طرف إيطاليا أو ربما مالطا، وفي أغلب الأحيان يرجع الذاهبون جثثا صوب السواحل الإيطالية.

ومن المخاطر الأخرى هي طبيعة الحرب غير المفهومة بالنسبة لمعظم السوريين القائمة في ليبيا اليوم، فقد تعرض العديد منهم للخطف على يد ميليشيات اعتقلته أكثر من أربعين يوما دون أن يعلم عن طبيعة هذه الميليشيات شيئا.

"هاني الرز" أحد الواصلين إلى أوروبا والمتعرضين لتجربة اعتقال في ليبيا يقول لأخبار الآن: "لم أعلم أين أنا، كل ما أعلمه عنهم هو أنهم إسلاميون، كفروني أنا وأصدقائي بداية الأمر، واتهمونا بعبادة بشار الأسد عندما عرفوا أننا سوريون، استغرق الوقت 40 يوما حتى صدقوا أننا مع الثورة وأننا هاربون من الأسد وأطلقوا سراحنا، وإلى اليوم لم أعرف من كانوا وإلى من ينتمون".

لكن مع ذلك لم يعد للسوري الذي وصل تركيا ووجد الطريق مغلقا أمامه إلا التفكير في هذا الطريق مجددا، على الرغم من مخاطره وكلفته الأكبر، فالموضوع يتطلب أن تركب الطائرة وتنزل في السودان وتذهب من خلال الصحراء إلى ليبيا ثم تركب المتوسط إلى إيطاليا، بهذه البساطة يتحدث "أبو حلمي" إلينا ويصيف: "أعلم أن الطريق خطير، لكن طريق اليونان لم يكن يمر عبر الجنة، وأريد الذهاب إلى أوروبا قبل أن يتم إغلاق طريق ليبيا أيضا".

لم يبق بلدا لم يعرفه السوريون، فكل سكان الكوكب يجوبونه سياحا مترفين إلا السوريين لا يستطيعون حتى التمتع بجمال البلاد التي يزورونها وقد اكل التعب من أجسادهم، وعيونهم معلقة على غرب القارة العجوز.