أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

 

يعد الارث الثقافي السوري من أغنى ما تركته البشرية عبر التاريخ ومنذ اندلاع الأعمال المسلحة ودخول داعش الى المناطق الاثرية البارزة في سوريا باتت عشرات المواقع التاريخية المسجلة على لائحة التراث العالمي مهددة بالاندثار ما دفع اليونسكو الى التحرك سريعا لحماية تلك الآثار التي يعود بعضها لاكثر من خمسة آلاف عام واطلاق المبادرات لحماية المخزون الحضاري السوري من الضياع. 

في التفاصيل: تمتلك سوريا إرثا ثقافيا غنيا استثنائيا، يعود عمره الى الالفية الثالة قبل الميلاد في بعض المناطق وأخرى قبل ذلك بكثير. فمنذ 2011 اتخذ الأسد من المواقع التاريخية درعا لحماية افراده كما قلعة حلب وحين أمعن في القصف  أصبح هذا التراث في خطر كبير اذ تواجه المعالم الأثرية الهامة، بما فيها تلك المسجلة على "قائمة اليونسكو للتراث العالمي"، خطر التخريب والتدمير.

لم يقتصر التخريب على ما فعله الأسد حين اقتحمت داعش العديد من المواقع الأثرية، وذلك بهدف النهب وللتصدير غير المشروع للقطع الأثرية والتحف الفنية، والاتجار بها في الأسواق الدولية.

فمنذ سنة  2011، عُهدت مهمة مواجهة التهديدات الرئيسية التي تواجه التراث السوري لمنظمة اليونسكو. كما تم التأكيد على هذه المهمّة بموجب قرار رقم 2199، والذي قد كٌلّف مكتب اليونسكو في بيروت، لبنان، بوضع وتنفيذ خطط عمل لتعبئة جميع الأطراف المعنيين الفاعلين على الساحة المحلية، والمنظمات والشركاء في المجتمع الدولي، من أجل حماية هذا التراث. 

. منذ بدء الصراع، شرع الخبراء والكوادر العاملة في مجال التراث في سوريا إلى تنظيم عملية إجلاء المجموعات الفنية والتحف الأثرية، وذلك من أجل الحفاظ عليها في المستودعات الخاصة الموجودة في المتاحف والمخازن الأثرية، وهي مهددة اليوم بالتعرّض لأعمال التدمير والنهب. إلا أن النقص في الموارد يشكّل عائق كبير لاستئناف هذه الجهود.

حماية الآثار السورية ترتكز على التضامن العالمي ، وما قامت به اليونسكو من تحرك ملموس للحفاظ على التراث، هو اعتراف حقيقي منها  بأهمية هذا الإرث التاريخي للشعب السوري، كما للإنسانية جمعاء

مدير مركز حماية التراث الثقافي السوري المهندس عبد الرحمن اليحيى