أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل)

"أنقذوا رماة التاو" حملةٌ أطلقها بعض من النشطاء السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من الداعين لها والمتمسكين بتنفيذها عددٌ من رماة التاو في ريفي حلب وإدلب.

أربع شبانٍ من ريف حلب خرجوا منذ عدة أيام باتجاه جبل التركمان لمآزرة إخوانهم في صد التقدمات التي تقوم بها عصابات الأسد في تلك المناطق، وبحكم عدم معرفتهم بالمناطق جيداً وعدم وجود دليل يرشدهم عن أماكن تجمع قوات النظام وقعوا أسرى بيد مجموعة تابعة لنظام الأسد.

كان بحوزة الرماة سيارة رباعية الدفع وقاعدة لصواريخ التاو إضافة إلى عددٍ من الصواريخ كانوا قد أعدوها لرمي دبابات النظام في تلك الجبهة.

نشر بعضٌ من جنود الأسد صوراً ومقاطع تم تصويرها أثناء إمساك الرماة من قبل الجنود، والتي أظهرت الوحشية الكبيرة التي عومل بها الأسرى من ضربٍ وتعذيبٍ وشتائم.

دعت الحملة قادة الفصائل الكبيرة إلى مبادلة الرماة بأسرى النظام الذين تم أسرهم في المعارك الأخيرة في ريفي حلب وإدلب، حيث أبدى المشاركين في الحملة من إعلاميين وعسكريين غضبهم الشديد من عدم الالتفات اللازم لهذه القضية وأكدوا بأن كل واحد من الرماة معرضٌ لهذه الحادثة فهو يقاتل لأجل الجميع ومن واجب الجميع الدفاع عنه.

"سهيل أبو التاو" وهو الرامي الأول لصواريخ التاو في سوريا، والذي دمّر العديد من دبابات النظام وطائراته خلال مسيرته في هذه المهنة والذي اعتبر المطلق الأول لحملة إنقاذ رماة التاو من براثن النظام.

في حديثٍ خاص مع "سهيل" أكد لنا تمسكه بهذا الأمر واستمراره بالحملة والضغط على القادة من أجل اجراء عملية التبادل بحق الرماة: "الرماة الأسرى لدى النظام هم رفاقي ومن حقي أن أدافع عنهم وأعمل على تخليصهم من الأسر، لا ألقي اللوم على أحد ولا أطلب المساعدة من أحد، بل أذكّر بالواجب على كل شخصٍ يستطيع المساعدة أن يقدمها عاجلاً".

وأبدى العديد من المدنيين والناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعمه للحملة، كما أكدوا على ضرورة العمل وبكافة الطرق على فك أسر الرماة ولو بأي ثمن.

من جهتهم أكد بعض ناشطي المعارك الدائرة في جبل التركمان دعوتهم لعدم نشر أخبار تضر بالرماة الأسرى، كما أكدوا عن مفاوضات بين النظام والفصائل المقاتلة من أجل إجراء عملية تبادلٍ تضمن الحصول على الرماة على قيد الحياة.

لم يتم تأكيد عمليات التبادل والتفاوض مع النظام وخرجت العديد من الاشاعات التي تحدثت عن افراج النظام عنهم بعمليات تبادل إلا أن الحقيقة والواقع تنفي ما يتم تناقله.

في إضافة أخرى لسهيل قال في حديثه: "وصلت العديد من الرسائل والأخبار التي تفيد بضرورة التكتم عن عمليات التبادل كي لا يقوم النظام بإحداث الضرر بالرماة، كما ذكر البعض عن عمليات التبادل التي تجري مع النظام في سبيل فك أسرهم، مازلنا ننتظر خبراً عنهم وأسأل الله أن يلهمهم العزيمة والقوة لتحمل ما يتلقوه من هؤلاء المجرمين".

مازالت الأخبار مبهمة وغير أكيدة حول مصير الرماة، إلا أن الدعوات الكبيرة التي يطلقها الكثير ماتزال ترن عالياً في أذن القادة والفصائل المقاتلة علّهم يقومون بعملٍ يضمن عودة الرماة إلى بيوتهم بأي ثمنٍ كان.