أخبار الآن | درعا- سوريا (أسامة زين الدين)

 أطلق فريق من الشباب في قرية "تسيل" في محافظة درعا مشروعا محلياً لتصنيع الأطراف الصناعية يحمل اسم "حياة"، محققين بذلك حلماً بدا بعيد المنال، وطال انتظاره لمئات من المصابين والمتضررين.

يقوم المركز بتركيب الأطراف الاصطناعية الميكانيكية، العلوية والسفلية، ولا يقتصر التركيب على محافظة درعا فقط، وإنما يمتدُّ ليشمل المناطق المجاورة، كمحافظة القنيطرة، واختيرت بلدة "تسيل" بريف درعا الغربي مكاناً للمركز، لتكون مكانا متوسطا يسهل الوصول إليه من جميع القرى والبلدات في ريفَي كلٍّ من درعا والقنيطرة.

مشروع خدمي بصبغة إنسانية وتفاعل كبير

يقول "محمد اليونس" مدير المشروع أن: "المشروع لا يهدف لأي غاية ربحية، بل الهدف الأول والأخير منه هو المريض، وهدف المشروع إنساني بحت .ونريد من مشروعنا أن يكون قبلة لمبتوري الأطراف ومحطة نقدم لهم فيها أقصى ما نستطيع من خبرة وعمل".

استقطب المركز خبرات سورية ذات خبرة في تركيب الأطراف، حيث يعمل معهم في الفريق طبيب متخصص في تركيب مئات الأطراف الصناعية لضحايا ولاجئي الحرب الأمريكية على العراق في سوريا، وقام بتدريب عدد من الفنيين حتى يستطيعوا افتتاح المركز وخدمة المرضى بكفاءات محلية خالصة.

لم يتم إلى الآن إحصاء دقيق لعدد المصابين بحالات بتر في المحافظة، ولكن ما إن تم الإعلان عن المشروع، حتى ازدحم بالمراجعين، فقبل الافتتاح بيومين كان هناك 57 حالة تطلب المساعدة في إنهاء معاناتها وتركيب أطراف لها، تنوعت بين أطراف سفلية وأطراف علوية، كما يقول "اليونس" أن عددا من المنظمات الأهلية قد تفاعلت مع المشروع، ودعمته بشكل كبير حيث قامت "رابطة أهل حوران" بتقديم دعم مالي لتركيب 25 طرفاً صناعياً لمدة ستة أشهر.

من جانبه قال المدير التنفيذي لرابطة أهل حوران "خالد زين العابدين" أن الرابطة تسعى لدعم ملف المعاقين لبدء حياة جديدة تنتهي فيها معاناتهم، وأنها تسعى لتغطية كافة حالات البتر في المحافظة، ولذا فإنها قدمت مبدئيا وكخطوة أولى ثلاثة مشاريع للمركز تعهدت فيها بكفالة وتقديم الدعم لـ 160 حالة موثقة خلال هذا العام، تم البدء فيها فعليا وتم تركيب أطراف لكثير منهم.

مبتورو الأطراف .. معاناة مركبة

عانى الكثير من مبتوري الأطراف في الداخل السوري معاناة مركبة، فلا هم في عداد الأحياء فيعيشوا بكرامة، ولا أموات فيرتاحوا من معاناتهم كما يقول "محمد" لأخبار الآن. تعرض "محمد" للإصابة عبر طريق مكشوف لقوات النظام، حيث أطلقت عليه قذيفة أفاق على إثرها بلا قدم يسرى. حاول بعدها مرارا وتكرار الخروج للأردن للعلاج، وقوبل طلبه بالرفض حيث أن الأردن لا تستقبل إلا الحالات الحرجة، إضافة إلى التكاليف الباهظة اللازمة لتركيب هذا الطرف والتي يعجز عنها معظم المرضى في هذه الأوضاع.

أما "إبراهيم" فهو شاب من درعا أتته القذيفة في منزله ومزقت الشظايا رجله اليسرى، يعمل إبراهيم في صيانة السيارات وإصلاحها، وتوقف عن القدرة على إعالة نفسه بعد الإصابة مما وضعه في حالة نفسية سيئة بحيث أصبح يعد نفسه عالة على غيره ضمن ظروف الإصابة وحاجته الدائمة لمن يرعى شؤونه.