أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

تعتبر مراكز الدفاع المدني من أهم المؤسسات التي خرجت من رحم الثورة، ولهذه المراكز أهمية وفعالية في المناطق المحررة التي لا تخلو من القصف الممنهج الذي يخلف المجازر والدمار، وكان لهذه الجهود المبذولة تأثيرا قويا.

ونظراً لعدم وجود كوادر مختصة في إخلاء وإسعاف الجرحى وانتشال الجثث، كان لا بد من تشكيل فريق يعمل ضمن المناطق المحررة في سوريا ليحمل على عاتقه مهام الإسعاف والإخلاء وإزالة الأنقاض. من هنا خرج "الدفاع المدني السوري"، والجدير بالذكر أن معظم عناصر الدفاع المدني السوري من الشباب المتطوعين للعمل في تلك المهام التي تتطلب تفرغا تاما، ناهيك عن المخاطر والصعوبات التي تحدق بهم وخصوصاً بعد التدخل الروسي في سوريا وما نجم عنه من زيادة في عدد القتلى وشدة القصف والتدمير.

مركز الدفاع المدني في حمص وريفها

يوضح الأستاذ "عبد المنعم سطيف" مدير مركز الدفاع المدني في حمص وريفها، أن المركز تأسس في الريف الشمالي بتاريخ 10-8-2014 إضافة إلى مركز في حي الوعر بتمويل من وحدة التنسيق والدعم "ASU"، وأكد أن الدفاع المدني يقوم بأعمال البحث والإنقاذ أثناء القصف والحروب الدائرة في مناطق تواجد المدنيين، إضافة لإسعاف الجرحى والمصابين وإخلاء مناطق القصف من الأهالي، كما تقوم فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني بإطفاء الحرائق، وهنالك فرق تقوم بفتح الطرقات بعد أية عملية قصف لمناطق المدنيين وإعادة تأهيل الطرق لمرور السيارات والمدنيين، وأكد وجود فريق يعمل على رصد الطيران وإبلاغ المدنيين بوجود خطر الطيران عن طريق المساجد ووجوب إخلاء الشوارع ونزول المدنيين إلى الملاجئ، وهذه الخدمة تشمل 80% من مناطق ريف حمص الشمالي والحولة ونعمل على تغطية كافة أنحاء المنطقة، إضافة لفريق التوعية من آثار الحروب ومخلفاتها.

الصعوبات التي يتعرض لها فريق الدفاع المدني

يشير الأستاذ "سطيف" إلى أن الصعوبات التي تواجه فريق الدفاع المدني تتمثل في القصف المزدوج الذي اعتمده الطيران الروسي في الفترة الماضية واستهداف الأماكن بعد وصول فرق الدفاع المدني مرة أخرى، هذا الأمر تسبب بوفيات كثيرة ومنها رجال بالدفاع المدني بعد قصف المناطق أثناء العمل، إضافة لقلة المعدات الموجودة بسبب الحصار المفروض على مناطق الوعر والريف الشمالي والحولة، إضافة لقلة عدد المتطوعين والآليات الموجودة.

الإنجازات والمشاريع المستقبلية

وعن سؤالنا له على المشاريع المستقبلية التي يعملون على تنفيذها، يقول: نعمل على افتتاح مركز في قرية "تلدو" وفي قرية "عقرب" في الحولة، وافتتاح مركز في قرية "عز الدين" في الريف الشمالي من الجهة الشرقية، إضافة لتجهيز مركز تدريب وتأهيل مهمته تجهيز فريق كامل لنزع الألغام والقنابل العنقودية وفريق للدعم النفسي، ونقوم الآن بدورات متوسطة لعناصرنا في مركز التدريب والتأهيل، كما نقوم بدورة تمريض منزلي لحوالي 50 فتاة تحت شعار "كن أنت المسعف في بيتك".

ويضيف: كما نقوم بدراسة خطة مستقبلية لتشجير بعض المناطق التي تعرضت للقطع العشوائي عن طريق إعادة تشجيرها من جديد والعناية بها.

"محمد الكنج" مواطن من قرية تيرمعلة التي تعرضت لحملة قصف عنيفة طوال فترة ستة أشهر من قبل الطيران الروسي والسوري؛ يقول: "بفضل العناية الإلهية ومراكز الدفاع المدني تمكنا من تقليص عدد الضحايا نتيجة القصف حيث قام فريق رصد الطيران بإبلاغنا ونشر التعميمات في القرية بأن الطيران سيدخل أجوائنا قبل دخوله بحوالي خمس دقائق، وكان هذا الوقت كاف للنزول إلى الملاجئ تحت الأرضية والاحتماء بداخلها حتى يبلغنا المرصد بأن الطيران انتهى من تنفيذ غاراته، كل هذه الأساليب من الوقاية أدت إلى تقليص عدد الضحايا، ففي قرية تيرمعلة سقط ما يقارب 400 برميلا متفجرا، في حين أن عدد الضحايا لم يتجاوز 4 أشخاص". 

مراكز الدفاع المدني في حمص وريفها .. إنجازات ومشاريع قادمةمراكز الدفاع المدني في حمص وريفها .. إنجازات ومشاريع قادمةمراكز الدفاع المدني في حمص وريفها .. إنجازات ومشاريع قادمة