أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

 

اختتم بعد ظهر اليوم الخميس 17/3/2016 أعمال المؤتمر الذي عقدته مقاطعات الإدارة الذاتية مع ممثلين عن تل أبيض ومناطق "الشهباء" الواقعة في ريف حلب، بإقرار وثيقة سياسية تعتمد النظام الفيدرالي لهذه المناطق باسم "النظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا– شمال سوريا"، وكذلك انتخب المجتمعون مجلسا تأسيسيا للنظام الاتحادي وتمّ انتخاب كلا من: هدية يوسف الحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة، ومنصور السلوم رئيس الإدارة الذاتية في تل أبيض كرئيسين مشتركين لهذا المجلس التأسيسي. كما تمّ انتخاب هيئة تنظيمية مكونة من 31 شخصاً مهمتها تطبيق ما ورد في النظام الاتحادي خلال مدة أقصاها ستة أشهر. وقد تم اختيار أعضاء اللجنة التنظيمية بحسب المناطق على الشكل التالي: " مقاطعة الجزيرة 15 عضواً، كوباني 4 أعضاء، عفرين 5 أعضاء، مناطق الشهباء 4 أعضاء، وتل أبيض 3 أعضاء". ومن جهة أخرى أعلن المجتمعون أنّ هذا النظام الجديد لا يعني الانفصال أو التقسيم بأي شكل من الأشكال إنّما هو شكل جديد للإدارة من حق أهالي هذه المناطق أنّ يطبقوها.

مشروع "النظام الاتحادي الديمقراطي"

وحول إقرار هذا الشكل الجديد من الادارة يقول "محمد شيخي" عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر المنعقد في الرميلان، وعضو اللجنة المركزية لحزب الشغيلة: "إنّ مشروعنا الذي اتفقنا عليه في الاجتماع هو مشروع النظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا– شمال سوريا، هذه الخطوة نجدها في مسارها الصحيح لأنه علينا أن نختار نحن شكل إدارة مناطقنا دون أن ننتظر ماذا سيصدر عن المحافل الدولية"، وأضاف: "قام المجتمعون بانتخاب رئيسين مشتركين للجنة التأسيسية وسننتخب هيئة تنفيذية تضمن 31 شخصاً، وستتضمن هذه الهيئة ممثلين عن كافة المكونات من أكراد وعرب وتركمان وسريان ويزيديين، هذه اللجنة ستكلف بتطبيق ما ورد في الوثيقة المتفق عليها في اجتماعنا هذا خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر وأقصاها ستة أشهر".

من جهته أطلع شيخي أخبار الآن على بعض ما تضمنته هذه الوثيقة: "الوثيقة تتضمن الكثير من المواد منها: اعتماد النظام الاتحادي الديمقراطي لمناطق روج آفا– شمال سوريا، وضمان كافة الحقوق والحريات لكافة المكونات في هذه المناطق. من حق كافة المكونات والجمعيات إنشاء علاقات مع غيرها بشرط أن لا تتعارض مع مصلحة الفيدرالية الديمقراطية. تعتبر المرأة جوهر الفيدرالية الديمقراطية يجب تمكينها وفتح المجال أمامها لتقوم هي ايضاً بمهامها في المجتمع. احترام حق الدفاع الذاتي لكافة مكونات الفيدرالية الديمقراطية. الدعوة لتأسيس فيدراليات ديمقراطية في كافة مناطق سورية. الالتزام بوحدة الأراضي السورية واعتبار أنّ الفدرالية الديمقراطية لا تعني التقسيم".

كما صرّح لأخبار الآن "عمر البوبنا" عضو مجلس مناطق الشهباء، ومشارك في المؤتمر كممثل عن تلك المناطق: "إنّ هذا القرار لا يعني أبداً تقسيم سورية، وموضوع المساس بوحدة الأراضي السورية موضوع غير مقبول من قبلنا وبعض  الأخبار التي تنتشر عبر الفيسبوك التي تدعي محاولة التقسيم من قبل المجتمعين في الرميلان لا أساس له، ما نفعله هنا وما أقررناه هو طريقة لإدارة تلك المناطق التي تشهد فراغاً ادارياً، ونحن كمجلس مناطق الشهباء نمثل المناطق من شرق عفرين حتى شرق الفرات في ريف حلب، قررنا الانضمام لهذا المشروع الذي لا يتعدى أن يكون مشروع إدارة ذاتية ديمقراطية".

مؤتمر صحفي لنتائج الاجتماع

وبعد انتهاء المؤتمر، عقدت اللجنة التأسيسية مؤتمراً صحفياً تحدثت فيه عن نتائج المؤتمر وكيفية تطبيقه،وأوضحت أنّ المجتمعين اتفقوا على ما يلي:

– سوريا المستقبلية لكل السوريين وهذا ما يحققه نظام فيدرالي ديمقراطي على أساس جميع المكونات المجتمعية.

– العمل على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا.

– تكليف اللجنة التنظيمية بإعداد عقد اجتماعي ورؤية قانونية سياسية شاملة لهذا النظام في مدة لا تتجاوز ستة أشهر.

يذكر أنّ مناصرو الإدارة الذاتية في مدن "رأس العين– المالكية" قد خرجوا في احتفالات بعد إعلان اعتماد النظام الاتحادي من قبل المجتمعين.

النظام والمعارضة يرفضان الإعلان

النظام السوري من جهته رفض هذه الإعلان عبر وزارة الخارجية والمغتربين، حيث  هدد النظام أي طرف تسوّل له نفسه، بحسب الوزارة، النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان، بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان، لأن طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية، وأضافت الوزارة إن أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري. وكذلك رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا الإعلان من قبل الإدارة الذاتية، كما كانت الولايات المتحدة هددت بعدم الاعتراف بأي فدرالية أو حكم ذاتي في سورية يُعلن من طرف واحد.