أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (معاذ الشامي)

فضلا عن التعذيب الذي ينال المعتقلين، والذي غالبا ما يفضي إلى الموت، يعاني ذووهم من لهفة وقلق لمعرفة مصير أحبائهم، إذ قد تمضي سنوات قبل أن يُعرف مصير المعتقل كما في قصة أم عبدالله السعود، التي إعتُقل ولدها من قبل قوات الأسد، وحرمت من معرفة مصيره، أو أي شيء عنه، سوى بعض الأخبار غير المؤكدة التي تزيدها لوعة. 

لا تتمنى أم عبد الله سوى رؤية تلك الابتسامة العريضة التي كانت تدخل السرور إلى قلبها لولدها البكر الذي فقدته منذ أربع سنوات على أحد الحواجز التابعة لقوات النظام في حلب . فما كانت تعتاد عليه بات اليوم حلما يصعب تحقيقه.

يحيى كان في ذلك المعتقل وعاش تلك التجربة المؤلمة التي يصعب نسيانها ولو لساعات قليلة . ساكنة صامتة باردة تكون خاتمة رحلة الاعتقال على أيدي قوات السلطة الحاكمة بعد شهور أو أيام أو ساعات على بدأها عنيفة ومؤلمة. كلمات يتخللها واقع من ماض مؤلم مر على يحيى أحد طلاب جامعة تشرين الذي اعتقلته قوات النظام من دون أي تهمة.. ليشهد داخل تلك الأقبية أقسى أساليب التعذيب والانتهاك .. 

لم تثني تجارب الاعتقال و القتل والتهجير السوريين عن تحقيق هدفهم، ليخرجوا مجددا في ذكرى ثورتهم ويصدحوا بأصواتهم منادين بالحرية والكرامة , وتزين راياتهم الساحات والشوارع , مجددين العهد بالمسير على درب شهدائهم , وتبقى البداية راسخة "الشعب يريد اسقاط النظام "