أخبار الآن | دمشق – سوريا (محمد عزيزي)

تفجيرات متتالية في مناطق سيطرة النظام وتحديداً الأحياء العلوية والشيعية .. لا يُعرف مااذا كان داعش فعلاً هو من ينفذها .. أو النظام نفسه .. فالمعارضة وأنصارها لها رأيُ أكيد ..  النظام هو من يفجر .. لكن المفاجىء في الأمر أن يتفق أنصار النظام مع أنصار المعارضة في أن التفجيرات هي من صنع النظام … هذا رأيهم مؤخراً .. ! 

صحفة دمشق الآن الموالية كتبت مؤخراً:

طفح الكيل ياقيادتنا الحكيمة :  عند كل مؤتمر وهدنة تلوح في الأفق لوقف القتال في سوريا ..يبدأ مسلسل التفجيرات في الأحياء الموالية ..كلنا فهمنا اللعبة ..وعلى هامان يافرعون !
تريدون منا حتى أن ننكر شهدائنا
هل هذا هو جزاء الوقوف مع الدولة السورية طيلة خمس سنوات ؟

ادعاءات المعارضة واتهاماتها للنظام على مر السنين الماضية لم تكن مقبولة أبداً لدى أنصار الأسد، حتى لو كانت الحقيقة واضحةً كوضوح الشمس، لكننا اليوم أمام حالةٍ ربما تبدو صادمة ولها من دلالات الكثير …
فإذا مااستثينا الحالة الأمنية.. ردود الفعل على ملفات هامة بدأ يُسمع صوتها .. النظام فاسد ! فروايات السلطة الحاكمة تبدو كاذبة في قصة التفجيرات، هكذا ينشرون على صفحاتهم، وكذلك في الحالة الاقتصادية المتردية التي أوصلت المواطن إلى أن يعيش تحت خط الفقر بعد أن انهيار الليرة السورية المستمر.

موقع سيريا ستيبس الاقتصادي الذي يتبع للنظام في موقفه، لم يعد بإمكانه إخفاء مايجري، فقد نشر مؤخرا  تقريراً يبين فيه سبب الانهيارات المتتالية للدولار ، والذي بات فرصة لبعض النافذين في السوق لجني المزيد من الأرباح على حساب المواطن السوري نفسه، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يدفع العملة السورية للانهيار .. يقول الموقع :
هذا الانخفاض كردّ فعل أولي لبدء ضخ شريحة الدولار الجديدة عبر شركات الصرافة المرخصة، إذ يتحين المضاربون هذه الفرصة، لسحب أكبر قدر ممكن من السيولة بالدولار، بسعر منخفض، عبر العديد من القنوات والأساليب الملتوية، بهدف إعادة بيعها في السوق «السوداء» بأسعار أعلى من الرائجة حالياً لجني الأرباح، وهذا يدعم توقعات بتسجيل المزيد من الانخفاض هذا الأسبوع، ولكن بحذر.

 الموقع ذاته كشف عن أمرٌ غاية في الخطورة ، ويأتي في سياق الوضع الراهن ، حيث من المفترض أن تكون علاقة النظام الاقتصادية مع تركيا معدودمة وذلك بسبب ماآلت إليه الأمور .. فالنظام الذي مافتىء يتهم الحكومة التركية بأنها السبب الرئيس في كل ماحصل ، مازال يستورد منها البضائع عن طريق تجار مقربين من عائلة الأسد ، إضافة إلى ذلك أنه لم يسير مع الموقف الروسي الذي قطع علاقته الاقتصادية مع تركيا بشكل كامل ، والاتهامات بين روسيا وتركيا ليست كما النظام وتركيا مهما  ، على الأقل في عمرها الزمني !

أصواتُ تطالب بتوضيح الواضح ، في أنه يحق للمقربين من النظام أو أفراده ، مالايحق لغيرهموادعاءات العداء لاتشمل المصالح الاقتصادية لأولئك الذين لم يعيشوا يوماً واحداً كما عاشت العائلات الموالية أو القاطنة في مناطق سيطرة النظام 
أصوات لم تعد تخفي حالتها .. فالآن  يتقاضى الموظف راتباً لايتعدى الـ 80 دولار شهريا وغداً ربما يصبح 10 دولار بسبب الانهيارات السريعة التي تتعرض لها الليرة السورية  ! لكن هذه الأصوات ردت عليها حكومة الأسد لقد وجدت الحل أخيراً … الحل هو استيراد البطاطا من مصر ! لقد وعدوا المواطن بأن تكون أسعارها مقبولة ! هكذا أوصت وزارة الأقتصاد وفقاً لما نقلته صحيفة الوطن شبه الرسمية !

ومن العناوين التي أبرزتها صحف ومواقع موالية للنظام : 
في محاولة لتشجيع الإنتاج.. الحكومة ترفع أجرة نقل طن القمح إلى 44 ألف ليرة
رفع سعر أسطوانة الغاز المنزلية الفارغة إلى 8800 ليرة والصناعية 13350 ليرة    
المواطن برد وأسعار المدافئ زادت بنسبة200 %
هذه سورية، وهذا حالها منذ سنين، لاتطور على وضعها بل تراجع .. التطور الوحيد والجوهري والمفاجىء الآن هو موقف أنصار النظام من النظام نفسه، لقد تحول إلى مجرم وفاسد ومقامر على دمائهم أخيراً .