أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بعد دخول جيش النظام إلى بلدة "سلمى" قامت وحداته بالتفتيش بالمنازل عن أية عبوات ناسفة قد تم زرعها من قِبل الثوار، ومن ثم أتت سيارات الشبيحة والدفاع الوطني لتمارس عملها المعتاد ألا وهو "التعفيش"، حيث انتشرت بضع صور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر عدداً من قوات النظام مخرجة التجهيزات المنزلية إلى الشارع استعداداً لنقلها.

أخبار الآن التقت "عبد الله" أحد المقاتلين الذين كانوا في "سلمى" منذ تحريرها وحتى الخروج منها: "عند تحريرنا لسلمى منذ أكثر من أربع سنوات، دخلنا إلى بعض المنازل التي اتخذناها كمقرات لنا، وقمنا بتشكيل لجان من الجيش الحر لمنع السرقة من بعض ضعاف النفوس، وعند خروجنا من المنازل لم نأخذ معنا سوى أغراضنا، ومعظم المنازل تم تدميرها بالبراميل المتفجرة سابقاً والغارات الروسية لاحقاً، ونتوقع أن يُتَّهم الثوار أنهم هم من ألقوا البراميل عليها ونهبوها!!".

وانتشرت مقاطع فيديو لوسائل إعلام تابعة للنظام عن إعادة تأهيل لبلدة "سلمى" من افتتاح مقر تابع لقوى الأمن الداخلي، ودائرة كهرباء، وعدة دوائر حكومية أخرى وذلك بحضور أكثر من عشرين مراسلاً لقنوات روسية وصينية والتي تعرف بولائها لرأس النظام، مع عرض عسكري يبرز للمرة الأولى لاستقدام القوات البرية الروسية والأسلحة والعربات الحديثة بشكل علني وواضح.

"التعفيش" في بلدة "الريحانية" بعد ساعة من السيطرة عليها

استطاعت قوات النظام فرض سيطرتها على بلدة "ربيعة" بعد القصف العنيف براجمات الصواريخ والغارات الحربية الذي أجبر الثوار على الانسحاب منها.

سيطرت قوات النظام أيضاً على بلدة "الريحانية" –نسيبين- الواقعة في مدخل قرى جبل التركمان والتقدم نحوها بواسطة القوات البرية التابعة للنظام والميليشيات المؤيدة لها من عناصر "صقور الصحراء" العراقية وقوات الدفاع الوطني؛ والتي بدأت "بتعفيش" كل ما استطاعوا حمله من القرية بدءا من إذاعة مسجد القرية إلى تمشيط البيوت المدنية ونهب ما فيها.

و"منذر أبو بكر" أحد أهالي قرية "الريحانية" الذي بقي ضمن أحد المدافعين في القرية حتى دخلتها قوات النظام: "قريتنا قدمت العديد من الشهداء، ومنذ أكثر من شهرين لم يبق فيها أي مدني سوى شباب القرية المدافعين عنها، سنعود إليها قريباً، ولكن ما فاجئنا هو "استكلاب" قوات النظام على المنازل والمحلات المتبقية في القرية بغية نهبها".

اشتباكات في ومقتل عدد من قوات النظام

لا يزال ريف اللاذقية بجبليه "التركمان والأكراد" يشهد اشتباكات يومية بين قوات الثوار من جهة، وبين قوات النظام والميليشيات الإيرانية واللبنانية الموالية له من جهة أخرى، تحت تمهيد مدفعي وجوي كثيف، حيث جرت اشتباكات عنيفة قرب "سد برادون" تكبدت فيها قوات النظام خسائر مادية وبشرية كبيرة، وأسر أحد عناصر "صقور الصحراء" العراقية، حيث يقوم النظام بزج نخبة القوات الأجنبية في الاقتحامات بسبب عدم كفاءة عناصره في تنفيذ هكذا مهام.

وجرت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في محيط منطقة "باشورة" بعد اقتحام الثوار لها وقتل وجرح العديد من قوات النظام، بالإضافة إلى القصف العشوائي على معظم قرى ريف اللاذقية الخارجة عن سيطرة النظام وذلك بعد غيابه لبضعة أيام نتيجة الظروف الجوية السيئة.

يقول الناشط الميداني "أبو خالد" حول آخر التطورات الجارية في ريف اللاذقية بشكل عام: "يحاول النظام بشتى الطرق والوسائل السيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحات، نحن نحارب ثلاثة جيوش: جيش النظام والجيش الروسي وأيضا الميليشيات الطائفية التي أتت خصيصاً لقتلنا، قد لا تقاوم العين المخرز، ولكن لن يدافع عن الساحل السوري إلا أهله".