أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)

بعث نظام الأسد برسالة تهديد إلى أهالي معضمية الشام في الغوطة الغربية، جاء في مضمونها، إما الرضوخ والاستسلام خلال أسبوع من تاريخها، وإلا فسوف تُحول المدينة الى منطقة عسكرية.

الرسالة التي نُقلت على لسان الإعلامي "رفيق لطف" مدير قناة "الكوثر" الموالية لنظام الأسد، والمسؤول عن ملف التفاوض من طرف النظام؛ لقيت ردود فعل متفاوتة بين أهالي المدينة، واستهزاء من قبل الثوار الذين رفضوا الاستسلام خلال خمسة أعوام من عمر الثورة.

محاولات لفصل داريا عن المعضمية

تشهد مدينة معضمية الشام منذ صباح أمس، اشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المدينة من الجبهتين "الشرقية والجنوبية الغربية".

الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من 70 يوماً "عقب خرق الهدنة من قبل النظام" تزامنت مع 9 غارات من الطيران الحربي، إضافة لـ 18 برميلا متفجرا على خطوط التماس والأحياء السكنية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح 25 آخرين جلهم بحالة خطرة.

"داني قباني" عضو المكتب الإعلامي لمدينة معضمية الشام ذكر أن الهدف الأسمى لقوات النظام من خلال الحملة، هو عزل مدينتي داريا والمعضمية عن بعضهما، وليكون النظام قادراً على فرض شروطه، مضيفاً: "للأسف تقدَّم النظام في المنطقة، لكنه لم يستطع حتى الآن قطع الطريق بشكل كامل".

من جانبه قال الناشط الاعلامي "محمد نور" بتصريح خاص لأخبار الآن إن النظام يستخدم عتاداً عسكرياً ضخماً للغاية، وهو ما أعطاه ميزة التقدم على الجبهات، حيث يعتمد على كاسحة الألغام بشكل أساسي إضافة للأسلحة الثقيلة والدبابات.

المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام نشر في صفحته على فيس بوك، أن محاولات الاقتحام يوم أمس كانت عن طريق 5 دبابات وعربتي شيلكا إضافة لكاسحة ألغام، تصدى لهم مقاتلو الجيش الحر واستطاعوا اعطاب دبابة وقتل تسعة عناصر من قوات النظام.

وعن خسائر النظام بالعدد والعتاد نقل "محمد" عن غرفة رصد المعركة أن النظام خسر منذ تاريخ 1-1-2016 وحتى اليوم قرابة الـ 40 قتيلاً من بينهم 5 ضباط و12 جريح، كما استطاع الثوار إعطاب  ثلاثة دبابات.

شدة القصف والاشتباكات تتفاوت تبعاً للظروف الجوية، حيث لم تشهد المدينة قصفاً للطيران الحربي منذ شهرين. يقول داني: "غارات الطيران الحربي اليوم على المدينة هي الأولى منذ شهرين، ولكننا نُقصف يومياً بالبراميل المتفجرة وبصواريخ الأرض أرض وبقذائف المدفعية والهاون، مايسفر عن عشرات الشهداء والجرحى".

الحصار والوضع الإنساني المتردي

دقت معضمية الشام منذ حوالي الشهر ناقوس الخطر؛ المدينة المحاصرة والتي تحوي قرابة الـ 45 ألف نسمة، تعيش حالة مأساوية للغاية من نقص في الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة اليومية، وذلك بعد أن أغلقت قوات النظام المعبر الوحيد "معبر الجسر"، ومنعت دخول وخروج المدنيين منها واليها.

حصار قوات النظام الذي أُطبق على المدينة بتاريخ 26-12-2015، حصد حتى اليوم أرواح 8 أشخاص بينهم امرأة قضت اليوم نتيجة نقص التغذية، ليرتفع عدد من قضوا "بسبب الجوع" في معضمية الشام، على مدار الأعوام الماضية الى 23 شخصاً، في حين ان أكثر من 200 طفل مصابون بسوء تغذية، و1500 شخص مصابون بأمراض مزمنة، عدا عن 18 حالة قصور كلوي.

"المدينة لم تنتعش في ظل الهدنة" هكذا يقول داني ويضيف: "المعابر لم تُفتح بشكل كامل طيلة تلك الفترة، وكان مفروضاً على من يرغب بالمرور أن يُفتش تفتيشاً كاملاً حتى خلع الثياب في بعض الأحيان؛ والنساء لم يكن مستثنيات من ذلك، فقد كان هناك غرفة خاصة عند الحاجز لتفتيش النساء من قبل "شبيحات الأسد"، وكل ماكان يُسمح بدخوله هي بضع حبات من الخضار وأربعة أرغفة خبز لكل عائلة.

يذكر أن هدنةً كانت قد أُبرمت منذ قرابة السنتين، بين قوات النظام وكتائب الجيش الحر في المعضمية، نصت حينها على السماح للمدنين بالعودة الى المدينة وإدخال المواد الغذائية والمحروقات إضافة لايقاف القصف والاعتقالات وغيرها. عاد على إثر الهدنة الكثير من أهالي المدينة المُهحرين، وهو ما اعتبره البعض مصيدة من تخطيط النظام؛ وكانت كذلك، حيث كانت المدينة تحوي قرابة الـ 8 آلاف نسمة قبل الهدنة، في حين يتواجد فيها اليوم أكثر من 45 ألف نسمة، وهو ما أراده النظام، ليكونوا أوراق ضغط يستعملهم عند الحاجة، كما فعل بمضايا على مدار الأشهر الماضية.