أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

بعد غيابهم عن ساحة الأوضاع في السويداء عقب اغتيال قائدهم "وحيد البلعوس"، عاد شيوخ الكرامة للظهور ولو بشكل محدود نوعا ما، حيث حاصر مجموعة من "رجال الكرامة" أمس الثلاثاء، شعبة التجنيد في مدينة صلخد بريف السويداء الجنوبي، وذلك على خلفية اعتقال قوات النظام شاباً لسوقه إلى الخدمة العسكرية في صفوفها.

وأفاد ناشطون من مدينة صلخد لأخبار الآن، أن المجموعة المهاجمة تتبع لما يسمى "بيرق الفهد" والذي يتبع بدوره لمشايخ الكرامة، حيث قامت المجموعة بمحاصرة شعبة التجنيد، إلا أن قدوم مجموعة مما يسمى "درع الوطن" التابعة للنظام والتي يقودها العميد المتقاعد "نايف العاقل"، منعهم من إخراج الشاب المعتقل.

وحول دور مشايخ الكرامة ومدى تأثيرهم في السويداء يقول "لؤي" أحد أبناء مدينة صلخد لأخبار الآن: "انحسر دور "رجال الكرامة" في الأشهر الأخيرة بعد اغتيال قائدهم "وحيد البلعوس"، فكثرت حالات اعتقال الشبان على الحواجز لسوقهم إلى الخدمة العسكرية، إضافة لاعتقال البعض على الحدود اللبنانية"، ويضيف "لؤي" إن هناك حالة قلق من تطور نشاط عناصر النظام وميليشياته من اعتقال الشبان على الحواجز، إلى اقتحام المنازل وتفتيشها، مشيرا أن غياب القوة الرادعة للنظام في المنطقة، قد تدفعه لمزيد من العنف.

تحركات الأهالي في ظل التشبيح المتزايد

وفي ظل غياب الدور الفاعل لمشايخ الكرامة في السويداء، بدأ الأهالي بمحاولة تعويض هذا الفراغ، فشهدت المحافظة عدة حوادث كان للأهالي الدور الأبرز فيها، حيث اقتحمت مجموعة من شبان وأهالي مدينة "شهبا" شمالي محافظة السويداء الأسبوع الماضي، برفقة عدد من سائقي الشاحنات، حاجزاً تابعاً لميليشيا ما يسمى "جيش الدفاع الوطني"، وقاموا بطرد العناصر من الحاجز تحت تهديد السلاح.

وقال "حازم" وهو سائق إحدى الشاحنات في المنطقة لأخبار الآن، إن سبب مهاجمة الحاجز هو إجبار العناصر للسائقين على دفع مبالغ مالية كرشاوى للسماح لهم بالمرور مع بضائعهم، مشيرا أن العناصر كانوا يتخذون من حماية أبناء المنطقة حجة لأخذ تلك المبالغ، متذرعين أيضا بحماية الشاحنات وتأمين الطرق وحماية الوطن"، مضيفا أن السائقين باتوا ينزعجون من هذه الرشاوى، إلا أن مضايقة عناصر الحاجز للأهالي عبر التدقيق على هوياتهم ودفاتر الخدمة العسكرية أدى في النهاية إلى طردهم، خصوصا بعد تبديل العناصر بآخرين يتبعون للأمن السياسي.

اشتباكات بين ميليشيا "الدفاع الوطني" والبدو

وفي سياق مواز أيضا، دارت اشتباكات يوم الجمعة الماضي بين عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" التابعين للنظام، وما قيل إنهم مسلحون من البدو في المنطقة الواقعة بين قرى "صميد" و"قم" و"الخرسا" في الريف الغربي، حيث أدت المواجهات إلى إصابة نحو 15 عنصرا من الدفاع الوطني بينهم حالات خطيرة، حيث تدور في الريف الغربي مواجهات بشكل متقطع بين ميليشيات الدفاع الوطني ومهربين للمحروقات أو بعض البدو الموجودين في المنطقة.