أخبار الآن | الرقة –  سوريا (رشيد الحمد)

ما إن تدخل على مدينة الرقة فإن أول ما يباغتك من الطرف الجنوبي، وبعد أن تقطع جسر الفرات، تواجهك حديقة كبيرة يتوسطها لوحة فسيفساء كبيرة جدا تسمى "البانوراما"، على طرفها الأيمن صورة لهارون الرشيد، باني ومؤسس مدينة الرقة أيام الخلافة العباسية، وعلى طرفها الأيسر صورة لـ "حافظ الأسد" بالطول الكامل، وما بين صورة "الرجلين" سد الفرات وحقول الحنطة والقطن والمعامل.

عند قدمي "الرجُلين" ومساء يوم 7/1/2015 أفاد الناشط "مصعب" عن قيام تنظيم داعش بإعدام سبعة أشخاص من أصل 19 شخصا كانوا معتقلين في النقطة "11" وهو اسم يطلق على مركز استخبارات داعش، والمكان الأسوأ الذي يشبهه مصعب بفرع المخابرات الجوية حيث "الداخل مفقود والخارج مولود"، والذي قام داعش بنقل بقية السجناء إلى سجن سري جديد في القسم الشمالي من حديقة "البجعة" "المقابلة للملعب البلدي في المدينة.

هجوم لداعش على سد تشرين

أما في الريف الشمالي، فقد شن تنظيم داعش هجوما مضادا على ريف "عين عيسى" الغربي استطاع فيه استعادة قرية "القادرية" وثلاث مزارع محيطة بها كان قد خسرها قبل عدة أيام لصالح المليشيات الكردية. وإلى الشرق وعلى أوتوستراد حلب- الحسكة وتحديدا عند حاجز "الكنطري" 23 كم جنوبي شرقي بلدة "سلوك" فقد استهدف تنظيم داعش أيضا المليشيات الكردية المتمركزة هناك بعربة مفخخة لم تعرف نتائجها بسبب الطوق الأمني الذي فرضته هذه المليشيات، حسب الناشط يزن العبدالله.

أما في الريف الغربي للرقة فقد استهدف طيران التحالف بعد ظهر أمس بلدة "المنصورة" 30 كم غربي الرقة بثلاث غارات مستهدفا بها حراقات تكرير نفط بدائية تقع جنوبي وشرقي البلدة المذكورة.

وإلى الغرب منها أيضا وتحديدا عند سد تشرين، الذي أكد شهود عيان على أن جنودا أمريكيين هم من يسيطرون عليه، واتخذوا من جسم السد مركزا لغرفة عملياتهم والتي يتوقع أنها تحضر لتحرير مدينة "منبج" وشوهد عدة سواري عالية وصحون التقاط فضائية وأبراجا عليها أيضا لواقط، وأكد أحد فنيي السد لموقع أخبار الآن طالبا عدم ذكر اسمه، أن هؤلاء الخبراء اتخذوا من مساكن السد مكانا لإقامتهم وقدر عددهم بـ 80 جنديا.

العثور على جثث عناصر داعش

وأيضا في محيط سد تشرين، عثر رعاة أغنام اليوم أيضا على 16 جثه لعناصر من داعش لا توجد عليها أي آثار رصاص أو جروح، فقط كدمات زرقاء على كامل الجسم وهو ما يؤكد الأنباء التي تحدث حولها المحليون عن استخدام الطيران الأمريكي لقنابل "كهرومغاطيسية" والتي لا تحدث ارتجاجات عند إصابتها الهدف بغية عدم الإضرار ببنية السد بل تصيب كل الكائنات الحية بضربة كهربائية تشبه ضربة الصاعقة أثناء البرق والرعد، تضاف هذه الجثث إلى 39 جثة لعناصر من داعش استطاعت "قوات سورية الديمقراطية" إيقاعهم في كمين على شط نهر الفرات الشرقي عندما كانوا يحاولون التسلل بواسطة قوارب مطاطية لمهاجمة القوات ليلة أول أمس.