أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الاسماعيل(

مع بداية العام الجديد وانطلاق الأفراح في كافة مدن العالم وإطلاق المفرقعات النارية والأماني الوردية التي تمناها كل شخص يعيش في هذا الكوكب، كان احتفال السوريين ذو طابع خاص ونكهة مختلفة تماماً.

عشرات الصواريخ انهالت على المدنيين في "جبل الزاوية" بالتزامن مع آخر دقيقة مضت من عام 2015 ودخول أول دقيقة من العام 2016 لتعلن بداية عام جديد كما سابقه بالنسبة للسوريين.

فقد سببت غارة بصواريخ النظام من معسكر جورين بسهل الغاب بسقوط شهيدين من أهالي قرية "الموزرة" في جبل الزاوية، هما الشاب "عمر فيصل حداد" ووالده ليكونا أول شهيدين يسقطان في ريف إدلب بعد دخول العام الجديد بلحظات قليلة.

استهدفت راجمة قوات النظام قرية الموزرة وكنصفرة وعين لاروز بعدة صواريخ وقذائف تزامناً مع احتفال رأس السنة.

أطفال ونساء ونازحون استقبلوا عامهم الجديد بحالة من الخوف والرعب سادت ليلتهم مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي جاب المناطق المحررة بشكل عام.

جاء الرد قريباً من قبل عدد من الفصائل المنتشرة في ريف حماة الشمالي والتي استهدفت بعدة صواريخ مناطق تجمع الشبيحة في مدينة السقيلبية ومدينة محردة في ريف حماة وذلك رداً على القصف الذي طال المدنيين.

الناشط "أنس المعراوي" أكد لنا في حديث خاص عن القصف الذي طال مراكز تجمع قوات النظام: "بعد القصف الذي شهدته قرى جبل الزاوية من معسكر جورين قامت حركة أحرار الشام باستهداف المعسكر بعدد من الصواريخ والقذائف إضافة الى استهداف مناطق شطحة والسقيلبية ومحردة وذلك رداً على القصف في ريف إدلب".

ومعاناة النازحين في الثلوج

الأجواء الباردة التي يعيشها النازحون في الداخل السوري زادت مع حلول العام الجديد، فمنذ الصباح الباكر شهدت المناطق الشمالية لمحافظة حماة والجنوبية والشمالية لمحافظة ادلب سقوطاً خفيفاً للثلوج وانخفاضا في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق مما زاد من معاناة سكان المخيمات وأطفالهم.

"عبد المعين" 36 عاماً، أحد النازحين يذكر لنا صعوبة الموقف: "مع بداية العام الجديد يمضي على وجودنا في مخيمات النزوح قرابة الأربع سنوات ومازلنا نعاني برد الشتاء في كل عام، برد شديد يعانيه أطفالنا مع حلول هذا العام ولا تكفي الخيام التي نسكنها لرد البرد عنا وأطفالنا خصوصاً وسط التوقعات التي تشير إلى عواصف قادمة قاسية وباردة".

بين الفرح والحزن اختلفت مشاعر السوريين في كل مكان في الداخل والخارج وفي المناطق المحررة والمحتلة والباردة والدافئة، حملت معها أماني جديدة لسنة جديدة قد تبشر بفرح يعم نفوس السوريين في كل مكان.