أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

في كل عام تشهد مدينة اللاذقية بإطلاق الألعاب النارية والاحتفالات الصاخبة التي يطلقها شبيحة النظام في المنطقة، إلى أن تطورت الأمور عقب تقطيع أوصال المدينة بالحواجز "التشبيحية" التي تتخصص بمضايقة المواطنين تحت ذريعة "حفظ الأمن والاستقرار".

فلا يكاد يمر يوم رأس السنة في المدينة حتى تنتشر على الحواجز جميع أنواع المشروبات الكحولية، وإطلاق الرصاص العشوائي من جميع أنواع الأسلحة، ابتداءً بالمسدسات الفردية، وحتى الرشاشات الثقيلة في سماء المدينة تعبيراً عن سعادتهم، وتوعدهم "بإنهاء الإرهاب" في المدينة والريف.

ومن جانب آخر يحتفل ثوار ريف اللاذقية بطريقتهم الخاصة، فبدلاً من إطلاق الألعاب النارية الرخيصة، والرصاص في السماء مقلقين راحة الأهالي؛ يلجأ الثوار ومع بداية كل عام إلى إطلاق صواريخ "الغراد" نحو "المستوطنات التشبيحية" وإقلاق راحتهم، وتذكيرهم بوجودهم رغم الظروف الصعبة التي تمر على ريف اللاذقية.

حيث قام الثوار اليوم بإطلاق عدد من صواريخ الغراد التي استقرت في عدد من النقاط الحساسة والمليئة بعناصر الجيش والشبيحة، وأيضا القوات الروسية؛ مثل "القرداحة، ساحة الحمّام، مطار حميميم، قمة النبي يونس وصلنفة" حيث تواردت أنباء عن حريق داخل المطار نتيجة سقوط عدة صواريخ غراد، رغم وجود منظومة الـ S-400 المتطورة.

أخبار الآن التقت "أبو خالد" أحد القادة العسكريين في جبل الأكراد بريف اللاذقية المحرر ليتحدث حول الطقوس الخاصة بالثوار في ليلة رأس السنة: "نحن لا نحتفل برأس السنة، ولكن نقوم بإقلاق راحة الشبيحة وجنود النظام وتذكيرهم بوجودنا، فكيف يحتفلون في مدينتنا ونسكت على أفعالهم؟ لا بد أن يغرّد "الغراد" فوق رؤوسهم حتى يشربوا من ذات الكأس التي شربنا منها، بل وأكثر".

اشتباكات مستمرة في جبلي الأكراد والتركمان

لا يمر يوم على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية المحرر، إلا وتجري اشتباكات مباشرة أو غير مباشرة، رغم الظروف الجوية الصعبة، حيث قام الطيران الروسي صباح أمس باستهداف قرى الجبلين بالقذائف الفراغية والصواريخ الشديدة الانفجار دون التمييز بين المناطق العسكرية أو المدنية، وسط رمايات نارية بين الطرفين.

حيث قام الثوار باستهداف محارس الجيش ونقاط تجمعه في جبل النوبة الذي سيطر عليه النظام مؤخراً بقذائف الهاون، وتكبيدهم عدداً من القتلى والجرحى، وقام الثوار أيضاً بصد محاولة تقدم لجيش النظام والميليشيات الطائفية الموالية له نحو قرية "السرمانية" من محور "الجب الحمر" وجورين، وقتل وجرح عدد من قواته.

أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو علي" حول آخر التطورات في جبل الأكراد: "بشكل يومي ومنذ أكثر من شهرين، والقصف الحربي لا يتوقف على جبلي الأكراد والتركمان، سيطر جيش النظام على عدد من النقاط بالكثافة النيرانية، لكن لن نستسلم حتى تنفذ ذخيرته أو نقتل على تراب أرضنا".