أخبار الآن |  ريف حماة – سوريا ( وضحى عثمان)

يعد "سرطان الثدي" أكثر أنواع هذا المرض إصابة بين النساء، وهي إحدى المشكلات العالمية التي تسببت بموت أعداد كبيرة من النساء حول العالم. ويشكّل الكشف المبكر عن سرطان الثدي أملا في التخفيف من نتائجه على صحة المرأة.

ينتج هذا المرض عن النمو غير طبيعي لخلايا الثدي، ويصيب جميع السيدات بغض النظر عن المستوى العمري. إلا أن السبب الرئيسي لمرض سرطان الثدي غير معروفا حتى الآن، لكن هناك العديد من العوامل ومنها العوامل النفسية وضغوطات الحياة اليومية.

المرأة السورية .. ظروف الحرب والإصابة بالمرض

من الملفت للنظر أن النساء السوريات والصغيرات بالسن أيضا، أصبحن عرضة للإصابة بهذا السرطان بشكل كبير ومخيف، وخاصة مع تناقص عدد المشافي ونقاط التحليل الطبية، فضلا عن إهمال المرأة السورية لنفسها وصحتها، بسبب ما يلقى على عاتقها من مسؤوليات.

"منال" 25 عاما، تقول: "لم أكن أشعر بأي أعراض أو تعب، فجأة ظهرت كتلة غير عادية في الثدي، وعند ذهابي للطبيب طلب إجراء الصور والتحاليل وتبيّن أني مصابة بورم سرطاني في الثدي، وبدأ الطبيب يلومني على تأخري بإجراء الكشف الطبي، لكن هذا ليس ذنبي.  لم يكن هناك توعية لضرورة الكشف الطبي الدوري، إن حياتي اصبحت في نهايتها وأنا الآن مجبرة على العمل رغم المرض، وأحمد الله أن العلاج مجاني، لأن جارتنا كلفها علاج ابنتها الكثير من المال، وأنا لا املك سوى رحمة الله، لقد استأصل الثدي بعمل جراحي على يد أطباء متطوعين، وبعد العمل الجراحي بأيام عدت للعمل، فليس هناك من معيل لأسرتي".

أما "أم عبد الله" التي رفضت إجراء عملية استئصال للثدي فتقول: "لدي هموم في الحياة أهم وأكبر من مرضي، قد يكون تأمين وقود المدفأة يشغل بالي أكثر مما أعانيه، فأنا أحضر للمركز لآخذ المسكنات، وهناك حالات كثيرة لنساء صغيرات بالسن مصابات بهذا المرض وبأعداد كبيرة".

أسباب المرض عند المرأة السورية وكيفية تلافيها

يقول الدكتور "عبد الاله" عند سؤالي له، هل الحالة النفسية والظروف الحياتية تسبب حدوث هذه الأورام السرطانية لدى النساء؛ فأجاب: "هناك دراسات كثيرة يقوم بها علماء يهتمون بالجانب النفسي في مجال الأورام السرطانية، انطلاقا من جانب أن العامل النفسي يلعب دورا قويا في الاضطرابات الجسدية والمرضية من حيث نشأتها واستمرارها، ومن هذا المنطلق اهتم علماء النفس بأحداث الحياة كمدخل للضغوطات التي تنعكس على الحالة الجسدية، حيث تعتبر الانفعالات القوية والإحباط الناتج عن ظروف الحياة والنزاعات، من الأسباب الرئيسية لظهور أمراض كثيرة مثل مرض السكر والسمنة والحساسية والسرطان، والأخير هو من أكثر الامراض التي تثير الاهتمام وتمثل جدلا كبيرا لمعرفة أسبابها".

وينوه الطبيب إلى أنه بدأ الاهتمام بمفهوم المناعة النفسية في التأثير على الجهاز المناعي لدى الإنسان، وتبين من خلال الدراسة أن العامل النفسي سبب رئيسي ومباشر للأورام السرطانية، وبتأثيره الكبير على حالة المريض بعد الاصابة بالمرض ونشأة المرض، وقد تبين أن اكثر الحالات المصابة بأمراض سرطانية قد تعرضت لصدمات نفسية، مثل فقدان شخص عزيز أو ظروف حياة قاسية، أو خوف وقلق.

ويرى أن الظروف النفسية القاسية التي تعيشها النساء السوريات مع افتقادهن للرعاية الصحية والفحص الدوري وغيابهن عن المراكز الطبية، هما سببان رئيسيان للإصابة بهذا المرض.

وتعد المناطق المحررة خالية بشكل شبه كامل من التجهيزات المخبرية والتحليلية، بالإضافة لقلة الاهتمام بصحة المرأة، بسبب كثرة الإصابات الناجمة عن الحرب، حيث تقتصر الخدمات الطبية المقدمة للمرأة على غرف العمليات المجهزة لحالات الولادة، وهو ما سيفرض معاناة إضافية للنساء السوريات اللاتي لا زلن بالداخل المحرر، وسط إهمال لصحة المرأة، من قبل كافة أطراف الصراع، بالإضافة للمنظمات المعنية بصحة وحقوق المرأة.