أخبار الآن | دمشق – سوريا ( سارة محمد ) 

لم تعد خفية على أحد الانهيارات المتتالية للقوات التابع للنظام في سوريا، فهو لايخرج من نفق الا تلاه أنفاق أكبر وأعمق، وظهور الجيش والشرطة بحملتهم العشوائية في ساحات وحارات دمشق وباقي المدن السورية التي مازالت بقبضته الهشة ماهو الا دليل على خسائره الكبيرة في صفوف عناصره، يحاول إعتقال من يدعم أركانه المتداعية، ليغذي عروقه النازفة بدماء جديدة علها تبث الحياة في جثة شبعت موتا ودفنت منذ أمد.

لم يكتف نزار بالفرار من الخدمة الالزامية بل يحاول أن يحث أصدقائه وأقاربه على التهرب من الخدمة الالزامية قال أخبار الآن : "الشاب السوري لايدري من أين يمسك بحد السكين في كل الأحوال يجرحه بسهولة، خدمت كمهندس بالانشاءات العسكرية لمدة ثلاث سنوات وبدل من أن يسرحوني فوجئت بنقلي الى درعا كمقاتل بالخطوط الأمامية، طلبت اجازة من العميد لأيام قبل التحاقي بكتيبتي، ومن يومها وأنا هنا في بيت متخفي وأخشى أن يتم إعتقالي".

في احدى حواري أوتستراد المزة، يعمل غدير خلف طاولة كبيرة يبيع الدخان وأنواع من البسكويت والشوكولا والمتة، يرتدي اللباس العسكري ويمد رجله اليمنى المصابة على كرسي من القش، هو من قرية الشيخ بدر التابعة لمدينة طرطوس، يقول : " منذ سنة أصبت بعدة رصاصات في بطني ورجلي أثناء المعارك، لم أجد نفسي الا في بحر من الدماء، ملقى على الأرض وحيدا، صرت أزحف وأتكأ على الحجارة وأنا بين الموت والحياة، اتصلت بمعلمي العميد عيسى، عله يساعدني من هذا الموت، أتعلمين بماذا أجابني … ؟ قال لي شو بدي اعملك؟ شو ماعندي غيرك مصاب ولاه، ليكك متحكي معي! يعني متل القرد أفيك شي! بقيت مضرج بالدماء وأنا أزحف لساعات حتى وصلت الشارع الرئيسي واذ بسيارة تقل عائلة، حملوني وأسعفوني الى مشفى حرستا، أجريت لي عمليتين في بطني ورجلي وقبعت في المشفى 15 يوم وخرجت بعدها لعند صديقي في المزة 86، لم أتصل بأهلي ولا بمعلمي، فالجميع يعتقدني أني ميت! ساعدني صديقي بالسكن عنده وشراء الدخان وبيعه، أما قدمي فقد شفيت منذ زمن لكن هذا الضماد من أجل التمويه، اذا صودف لو واحدا منهم قد عرفني وفسد عني سأفرغ رصاصات بندقيتي في بطنه".
  
أما جورج فيقول لأخبار الآن عن قصته مع الخدمة الإلزامية :" لقد أكملت الأربع سنوات وأنا في الخدمة، التحقت بالجيش بعد تبليغي بذلك، وجدت نفسي وسط المعارك في باب سباع ولم أدخل دورة تأهيل ولا أعرف أصلا كيف أحمل السلاح بسرعة رهيبة كنا ننتقل من معركة الى أخرى حتى قتل معظم أصدقائي، وقعت أسيرا بيد الجيش الحر، وقد أحسنوا معاملتي، وبعد عدة أشهر أفرجو عني ووصلت الى هنا القصاع ولن أعود، انظري الى أولاد الضباط والمسؤولين جميعهم مسافرين أو خارج الخدمة، انهم يضحون بنا نحن المساكين من أجل الحفاظ على كراسيهم ومصالحهم فقط".
أما عبودة فقد تعرض لإصابة خلال مشاركته القوات التابعة للنظام يقول :" بعد تعرضي لاصابة في كتفي ويدي، أخذت اجازة لعشرة أيام ومن بعدها لم أعد، لقد شاهدت بأم عيني كيف قتل زميلي برصاصة أصابت رأسه، والضابط لم يرف له جفن، أصبت بانهيار عصبي، كنت أذهب للمعركة وأنا منهار تماما، فنحن لم نكن سوى حطب الوقود للحرب، أحاول أن أجمع مالا لكي أهرب من هنا والى الأبد".

هي قصة مجموعة من شباب سورين أجبروا على الإلتحاق بالخدمة الإلزامية وتم زجهم في المعارك كثير منهم فقد حياته ومنهم من نجح في الفرار.

يتحدث مصدر لأخبار الآن قائلا" :" إن كثير من الشباب يتوارون عن الأنظار وحتى الشوارع شبه فارغة من الشباب  لأن أي شاب قد يتعرض للإعتقال وسحبه فوراً للخدمة الإلزامية مجرد مروره عند أي حاجز من حواجز النظام الأمنية التي تنتشر بكثيرة في المناطق التي يسطر عليها".