أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

كثرت في الآونة محاولات الخطف والاعتقال في عدة مناطق من محافظة السويداء، ما أجبر بعض الشبان لعدم مغادرة منازلهم، أو اصطحاب سلاح خفيف معهم أثناء تنقلهم على الطرقات الطويلة، بينما يحمل آخرون معهم قنابل يدوية لتجنب حالات الاعتقال، بينما استغل آخرون الوضع لتجنب القبض عليهم حتى عند تورطهم ببعض الجرائم.

انتشار مقلق للسلاح

منذ نحو أسبوع، قام حاجز مؤقت لإحدى الميليشيات التابعة لقوات النظام عند مدخل مدينة "شهبا" شمال السويداء بإيقاف أربعة أشقاء وألقى القبض عليهم بحجة كونهم مطلوبين للخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام، إلا أن أحدهم تمكن من إخراج قنبلة يدوية مهددا بتفجيرها إذا لم يخلى سبيل أشقائه، ما أجبر عناصر الدورية على إطلاق سراحهم ومغادرة المنطقة.

"أبو حمد" والد أحد الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية قال لأخبار الآن: "إن حمل السلاح أو القنابل اليدوية هو أحد الحلول القليلة التي أجبرت أبناء السويداء على اللجوء إليها لتجنب اعتقالهم، أو أنه يتوجب عليهم ملازمة منازلهم".

وحول ذلك يقول "حسام" أحد أبناء بلدة "المزرعة" لأخبار الآن، إن هذا الحل الذي أُجبر الشبان على اللجوء إليه، هو سلاح ذو حدين، مشيرا أن كثيرا من اللصوص والمتورطين بحوادث سلب وخطف بقوة السلاح، باتوا يستخدمون سلاحهم لتجنب إلقاء القبض عليهم، وفق قوله.

وشهدت المنطقة عدة حالات من هذا النوع، حيث داهمت إحدى دوريات الأمن الجنائي قبل نحو شهر، منزلا في بلدة "قنوات" للقبض على شاب متورط بعمليات استدراج شبانٍ وسلبهم وسرقة سياراتهم بقوة السلاح، إلا أنه أشهر مسدسا بوجه الدورية وفتح قنبلة يدوية، ما أجبر الدورية على الانسحاب.

السلاح بين الشبيحة والعصابات

ويقول بعض الأهالي عن عصابات السرقة والخطف التي تنشط في عدة مناطق من السويداء، أنها عبارة عن شبانٍ تم تسليحهم من قبل الأمن العسكري أو حزب البعث في أوقات سابقة، بهدف قمع المتظاهرين أو إقامة الحواجز، إلا أنهم قاموا لاحقا بتشكيل عصابات خطف وسرقة.

عدا عن فوضى انتشار السلاح بين المدنيين، وتضارب الآراء حول ضرورته وسلبياته، إلا أن المشكلة الأكبر حسب رأي كثيرين، هي الأسلحة التي يحملها عناصر ميليشيا ما يسمى بالدفاع الوطني وميليشيات الشبيحة، والتي تبقى بعيدة عن أي حساب رغم كثرة تجاوزاتها وفرض سيطرتها بقوة السلاح.

أوقفت شرطة المرور الشهر الماضي سيدة تقود سيارة كتب على لوحتها "سوريا" فقط، وذلك بخلاف السيارات السورية التي يذكر اسم المحافظة أيضا على لوحتها، فقامت الدورية بحجز السيارة، وبعد دقائق فقط، وصلت سيارة لميليشيا ما يسمى بالدفاع الوطني تحمل رشاش دوشكا، وقامت بإيقاف الرافعة، ثم قام عناصرها بضرب شرطة المرور واستعادة السيارة على مرأى ومسمع عناصر الأمن الموجودين في مبنى المحافظة القريب.

يضيف "حسام" ابن بلدة المزرعة، إن سياسة النظام بتسليح جماعات داعمة له من أبناء السويداء، بدأت ترتد عليه بعد استفحال أمر هذه المجموعات وخروجها عن سيطرته، ويختم حديثه لأخبار الآن متسائلا: "هل كان نشر السلاح بين الأهالي بهذه الطريقة كبوة من نظام أمني استخباراتي؟ أم أن كل ذلك كان مدروسا ولغاية في نفس وفيق ناصر؟".